العلاقات الحقيقية .. لم ينجح أحد!

إذا كنت يقظاً وواعياً بما فيه الكفاية، بحيث تكون قادراً على رؤية كيفية تفاعلك مع الآخرين؛ فقد ترصد تغييرات صغيرة في طريقة كلامك وفي سلوكك، وذلك وفقاً للشخص الذي تتعامل معه.
فطريقة كلامك مع طفل قد تختلف عن طريقة كلامك مع شخص بالغ. لماذا؟
إنك تلعب أدواراً.
أنت لست ذاتك، لا مع رئيس مجلس الإدارة في عملك،ولا مع البواب، ولا مع ذلك الطفل.
هنا تصبح مجموعة من أنماط السلوك المشروطة في موضع التنفيذ بين شخصين يقرران طبيعة التفاعل بينهما. بدلاً من كونهما بشرين يتفاعلان مع بعضهما؛لأن صوراً ذهنية مفهومية هي التي تتفاعل مع بعضها.
فكلما كان الأشخاص المتماهون يلعبون أدوارهم النسبية؛ كانت العلاقات أقل أصالة (صدقاً).
فأنت لديك صورة ذهنية ليس فقط عن ماهية الشخص الآخر، بل عن ماهيتك أنت أيضاً لا سيما فيما يخص الشخص الذي تتعامل معه.
فأنت إذن لا تتصل بهذا الشخص على الإطلاق، بل أنَّ من تعتقد أنه أنت يتصل بمن تعتقد أنه الآخر، والعكس صحيح.
فالصورة المفهومية التي صنعها ذهنك عن نفسك تتصل بما خلقته بنفسها، أي الصورة المفهومية التي صنعتها عن الشخص الآخر.
والأرجح أن عقل ذلك الآخر قد فعل الأمر عينه؛ ليصبح كل تواصل أنوي بين شخصين تواصلاً بين هويتين من صنع العقل. وهما هويتان متخيلتان بالمطلق.
وبالتالي ليس بالأمر المفاجئ هذا الكم من النزاع الذي نجده في العلاقات؛ إذ لا يوجد هنالك من علاقة حقيقية إِلَّا  النزر اليسير.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “العلاقات الحقيقية .. لم ينجح أحد!

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

اش الإحباط هذا يا أستاذ سليمان ، يعني إحنا عايشين في عالم من الأوهام😅

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *