“كلما زاد بذْلنا؛ كلما زاد عطاء الله لنا”
عندما نتمكن من قراءة هذه العبارة بعقلٍ أكثر قدرة على الانفتاح على معانٍ جديدة لم يتعود الذهن على أخذها بعين الاعتبار، ومنحها مساحةً كافية؛ حتى نتمكن مِن فحصها ومعرفة ما تحمله من دلالاتٍ ذهنية تُشير إلى الخير وتدلنا عليه؛ نغدو حينها قناةً رحبة تمر عبرها قدرة الله وكرمه ورحمته وعطاءه المتدفق للعباد.
فالله عزَّ وجل هو من يمدُّ الناس الذين يمثلون القنوات الأوسع وذات الفعالية الأكبر عبر تنفيذهم للخير وتقديم العون الأكبر للبشرية.
فلا يمكن للخير أن ينفذ من خلالك ما دمت مشغولاً بمخططات نفسك وغاياتك الذاتية.
لذا؛ عليك أن تُروُّض جوارحك؛ حتى تغدو مُسبِّحةً لخالقها، وأنْ تجعل حواسك باذلة لخدمة ما ينفع الناس ويدلّهم على الخير والفضيلة.
فالعطاء له معانٍ عدة لعل أبرزها هو أنْ تبذل -بكل حُبٍّ- ما تحبه، وما أنت بارع فيه دون أن تنتظر الشكر والأجر إلّا من خالقك سبحانه وتعالى.
العطاء بحثٌّ عن الإلهام الذي يسكن في بذْل النفع للناس.
العطاء ذلك الحُبُّ الذي استقر في سويداء القلب، ومنحته بكل محبه للناس.
العطاء أنْ تفكر في الفرص الكثيرة التي يمكنك الوصول إليها روحياً عبر معرفتك الحقيقية بعظمة عطاء الخالق سبحانه وتعالى، ومن ثم تعمل على استلهام معاني هذه العظمة لما فيه خير الناس ونفعهم.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي