ملايين الأشياء تحدث يومياً لا تجد طريقها إلى عقلنا الواعي، أصوات الشارع، محادثات البشر من حولنا، سيارات تلمحها أعيننا،ألوان،رسومات على الثياب، روائح، مباني، نكهات.
يستطيع وعينا تدبر مقدار معين من المعلومات؛ فلدينا إذاً انتباه انتقائي.
إن أي أمر نختار تركيز انتباهنا عليه يجعله متجاوزاً لنظام الفلترة الذهنية عندنا. تصور مثلاً إنني اتحدث إليك مباشرةً في حفل، ولكن أحدهم في الجانب الآخر من المكان يبدأ بالتحدث عنك، وفجأة تبدأ بالإصغاء لما يقال؛ ونتيجةً لذلك ضجيج الاحتفال يختفي ورغم تحدثي إليك مباشرة فلا تسمعني … تلك هي قوة الانتباه.
عادةً لا يكون انتباهنا مركزاً في البعد غير المرئي، ولكن كل ما يحدث في العالم المرئي يعود بجذوره إلى ذلك البعد غير المرئي.
فكل شيء مرتبط بكل شيء آخر.
في العالم الروحي هذه الارتباطات تصبح واضحة، لكن في العالم المادي، نلمح هذه الروابط من خلال التلميحات التي تقدمها التفاصيل إلينا.
لذا،بقدر ما تركز الانتباه على التفاصيل؛ بقدر ما تجذب تفاصيل أخرى تساعدك في إيضاح معانيها.
في معظم تجارب الناس، يسكن الماضي في الذاكرة فقط، ويسكن المستقبل في المخيلة؛ لكن في العالم الروحي، فإن الماضي والحاضر وكل احتمالات الحياة تحضر في الوقت ذاته.
نعرف الآن بأن تركيز انتباهك على الإشارات يجذب المزيد منها؛ وإعمالك النية يوضح معانيها، ولكن بوجود مليارات أجزاء المعلومات الواردة إلينا بمختلف الأوقات كيف يمكننا معرفة ما علينا أن نركز انتباهنا عليه؟
إن جزءاً من تعلُّمك أن تحيا بتناغم في حياتك.
فعندما تظهر إشارة ما، لا تتجاهلها، واسأل نفسك عن الرسالة، وعن العبرة أو المعنى أو الأهمية.
ليس عليك أن تبحث عن إجابات لتلك الأسئلة.
اسأل السؤال؛ وسترى الجواب يبزغ في داخلك.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي