اليوم الذي لن تعيشه!

هناك ثلاثة سبل يمكن أن يتدفق الوعي عبرها إلى ما تفعله، وعبرك إلى هذا العالم.
ثلاثة شروط يمكنك أن تناغم حياتك بها مع قوتك الإبداعية.
إن الشرط هنا يعني الطاقة – التذبذب الكامن الذي يتدفق إلى ما تفعله ويربط أفعالك بالوعي اليقظ الذي ينشأ في هذا العالم .
هذه الشروط هي: التسليم، الاستمتاع، والحماسة.
وكل واحد منها يمثل ذبذبة معينة للوعي .
يتحول السلام المصاحب للفعل المستسلم إلى حس بالحيوية عندما تستمتع فعلاً بما تفعله .
فالاستمتاع هو الشرط الثاني للفعل اليقظ، ويحل محل الحاجة بوصفه القوة المحركة التي تقف وراء أفعال الناس.
فالحاجة تنشأ من توهم “الأنا” أنك جزء مفصول عن القوة الكامنة وراء الخلق برمته.
إنه حين تجعل من اللحظة الراهنة -لا الماضي ولا المستقبل محور حياتك- فإن مقدرتك على الاستمتاع بما تفعله ومعه نوعية حياتك تتزايد بطريقة دراماتيكية .
وحينها ستدرك أنك لست مضطراً إلى انتظار حدوث شيء “ذي معنى” في حياتك لكي تستمتع بالكامل بما تفعله.
هناك في الفرح معنى أكبر مما تحتاج إليه يوماً.
أما عارض “انتظار البدء بالحياة” فأحد أكثر الأوهام شيوعاً في الحالة اللاواعية .
ويرجح أن يدخل التمدد والتغير الإيجابي على المستوى الخارجي إلى حياتك إذا تمكنت من الاستمتاع بما تفعله بدلاً من انتظار تغيير ما قبل أن تتمكن من الاستمتاع به.
فأنت لا تطلب الإذن من عقلك لكي تستمتع بما تفعله.
فكل ما ستحصل عليه هو الكثير من الأسباب التي تحول دون ذلك.
على شاكلة: ” ليس الآن”.
أو سيقول لك العقل:
“ألا ترى أنني مشغول؟ لا وقت لديّ الآن، ربما غداً يمكنك البدء بالاستمتاع”
وهذا الغد لن يأتي البتة ما لم تبدأ بالاستمتاع بما تقوم به الآن.
فالآن أرضٌ جديدة يمكنك سبْر أغوارها، والاستمتاع بكل جماليات تفاصيلها، ومصافحة جزئيات ذراتها.
فثمة جمال يسكن في رمال هذه الأرض الجديدة، يمكنك زراعة بذور أهدافك فيها، وتعهدها بماء الاستعانة بالله تعالى مع بذل الأسباب، والتمتع بأجوائها الجميلة وسحر حُسنها في ثنايا رحلتك نحو أرضك الجديدة.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *