عاش العالم قبل عدة أيام الاحتفاء باليوم العالمي للسعادة.
ولعله يجدر بنا الحديث عنه من منظور يتجاوز مجرد الاحتفاء.
وهذا يقودنا للوقوف عند فن السماح للسعادة.
هذا الفنُّ الذي يجعل السعادة تتمدد في كل جزء داخلك، وهي التي نشأت منه بالتدفق، وأن تستمر في التكوُّن طالما أنت مستمر بذلك.
إن فن السماح هو فن انعدام المقاومة للسعادة التي تستحقها، فالسعادة هي أمر فطري.
وحتى نتلمس مجرى السعادة فينا، ليس من الضروري أن نفهم بشكل كامل تعقيدات هذه البيئة الممتدة لتحصد فوائد ما آلت إليه، لكنه من الضروري أن تجد طريقةً لترافق تدفُّق السعادة الذي يفيض من حولك.
فأنت لن تدخل إلى غرفة مُضاءة وتبحث عن “زر العتمة”، أي بتعبير آخر لن تتوقع وجود زر كهربائي يفيض بواسطته الظلام في الغرفة لتغطية بريق الضوء، فلن تجد زراً يقاوم الضوء؛ لأنه في غياب الضوء يوجد الظلام. وبطريقة مماثلة، ليس هناك مصدراً “للشر”، لكنه قد يكون هناك مقاومة لما تعتقد أنه خير، وكما أنه لا يوجد مصدر للمرض، بل يمكن أن يكون هناك مقاومة للصحة والعافية الطبيعية.
والأمر نفسه يمكن قياسه على السعادة والتعاسة؛ إذْ لا يمكن وجود تعاسة محضة، بل توجد عوائق تمنع تدفُّق السعادة وتجعلها في حالة جريان داخل أوعية حياتك.
فداخلك تيار غير محدود من السعادة والوفرة يشمل كل الأنواع من الأشياء المتاحة لك في كل الأوقات.
وعلينا أن نكون في حالة انسجام أو اصطفاف مع تلقّي تلك الأشياء.
فلا يمكننا أن نقاومها ونتلقاها في آنٍ واحد.
فعليك أن تتخلص من أي عادة أو أسلوب تفكير يسبب منع جريان ذلك التيار.
فأنت (وأسلوب شعورك) هو المسؤول فيما إذا كنت تسمح بدخول موروثك للسعادة أو لا تسمح.
في المقابل يمكنك أن تفتح بوابات السعادة وتدع أفكارك المُبْهِجة تدخل، أو أن تختار تلك الأفكار التي تبعدك عنها، ولكن سواء تسمح به أو تقاومه؛ يبقى التيار دائماً موجوداً ويجري، لا يتعب، ومتواجد دائماً لك كي تعيد النظر به.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي