الأفضلية الذاتية

إن من النُّبْل ألَّا تكون أفضل من أي شخص آخر، وإنما يعني أن تكون أفضل مما كنت عليه من قبل.
وحتى تصل إلى هذه الأفضلية الذاتية، يمكنك أن تجعل تفكيرك مركزاً على نموك وارتقائك، إضافةً إلى بذْل الخير والفضيلة للناس.
مع أهمية دعم وزيادة وعيك وإدراكك بأنه لا يوجد شخص على سطح هذا الكوكب أفضل من شخص آخر.
ذلك أنَّ لكل واحد منا مهمة تحقيق فحوى ومضمون روحه وجوهرها.
إن كل ما نحتاجه هو أن نحقق القدر الذي خلقنا من أجله، والغاية الأسمى التي نعمل على تحقيقها، ولن يتسنّى لك تحقيق أي من هذا إنْ نظرت إلى نفسك باعتبارك أرفع شأناً ومقاماً من غيرك.
فكلنا سواسية أمام الله عز وجل؛ ويجب أن نتخلص من حاجتنا لأن نكون أرفع شأناً؛وذلك عبر روحانية عميقة تمكننا من رؤيةٍ واضحة؛ تُجّلِي إيماننا بالخالق سبحانه وتعالى، ونلمس أثره في روح كل إنسان نقابله.
وبِناءً على هذا التصور؛ عليك ألَّا تُقيّم الآخرين بناءً على مظهرهم، أو إنجازاتهم، أو ممتلكاتهم، أو أي إشارة، أو أمارة من أمارات الأنا. إذ ليس من مهمتك العمل على هذا التقييم، أو السير وفق ذلك الحكم والتصنيف الذي تطلقه على الناس.
إن الرغبة في التميز هي التي تصنع أمام أعيننا المقارنات. وهذا التميز يتشكل برؤية أوجه النقص والقصور في الغير، وينمو بمواصلة البحث عن هذه الأوجه والتدقيق في أي نقص يمكن أن تقع عليه عيناك، وفي المقابل يعمل على تهميش النظر إلى الإنسانية التي تسكن داخل أجساد من حولنا، وإهمال التبصُّر إلى الروح التي تقف خلف ذلك إنسان الذي تقاسمه الحياة.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *