سموم العقل الثلاثة

‏على الرغم من أن الألم والمعاناة هما من الظواهر الإنسانية العامة، إلا أن ذلك لا يعني أن من السهولة أن نتقبلهما.
‏فالناس أعدت مخزوناً واسعاً من الخطط لتفادي الوقوع فيهما مثل:
‏وسائل خارجية: المخدرات والكحول.
‏وسائل داخلية: الآليات والدفاعات النفسية.
‏وحين تتقبل أن المعاناة جزء من الحياة؛ يمكنك أن تبدأ بتفحص العوامل التي تؤدي إلى نشوء مشاعر الاستياء والتعاسة الذهنية، وبالتالي تعمل على معالجتها.
‏إنَّ الأسباب الجذرية للمعاناة أو ما يحسن بنا تسميتها بــ (سموم العقل الثلاثة) تكمن في:
‏١- الجهل.
‏٢- الرغبة المُلحّة.
‏٣- الكراهية.
‏والجهل هنا لا يعني نقص المعرفة، بل يعني سوء فهم أساسي للطبيعة الحقيقية للحياة.
‏فعندما يفكر الإنسان بحقيقة مفادها أن من طبيعة تركيبة حياته هو مروره بشيء من المعاناة؛ يفيده هذا التفكير في تشجيعه على الانشغال بالممارسات التي من شأنها أن تخفف بدرجة كبيرة من حدة الأسباب الأساسية لمعاناته.
‏إنَّه إنْ لم يكن هناك بارقة أمل للخروج من نفق المعاناة، أو لا يوجد احتمال -حسب تصورك- للتحرر منها؛ فإن مجرد التفكير بالمعاناة؛ يصبح قاتلاً، وسيبتلع وحش المعاناة لذة الحياة.
‏إن التخفيف من ضغط المعاناة يأخذ بعدين:
‏أحدهما روحي:
‏وهو الإيمان بالقدر خيره وشره، والاستعانة بالله تعالى.
‏والآخر ذاتي:
‏وهو العمل على المعالجة الذهنية للتصورات عن المعاناة، والشروع في بذل الأسباب لتجاوز تلك المعاناة.
وبدون الأخذ بهذين البعدين سيبقى الإنسان رهين معاناته، وسيجد نفسه يجتر ألمها دون أن يعثر على طريق النجاة.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “سموم العقل الثلاثة

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

من نعمة الله على عبده المؤمن أن كل ما يصيبه من خير (فيما يبدو لنا) أو شر ( فيما يبدو لنا) هو خير له ، و أعلى النعم و أجلها أن ترى العبد لشدة إيمانه لا تهون عليه المصائب بل يصل لدرجة الاستمتاع بها ليقينه أن الله قدّر له الخير و السعادة و إن بدا الأمر بخلاف ذلك ، فاللهم ارزقنا لذة الطاعة و برد اليقين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *