تسعى المجتمعات إلى تطوير نفسها، والأخذ بكل ما من شأنه تحقيق هذا التطور والازدهار.
ولعلَّ من أهم الأسباب التي يمكن أنها تعمل على الوصول بالمجتمعات إلى مصاف التقدُّم والريادة هو تَوفُّر المهنية العالية والاحترافية في تطويع الموارد الطبيعية والبشرية لخدمة الأهداف الاستراتيجية التي تم الاتفاق عليها وفق عملٍ مؤسسي.
فالعمل المؤسسي يكفل للمجتمع تحقيق ما يصبو إليه، ويُجنّبه الوقوع في كثير من حفر الإحباطات والاصطدام بحواجز العقبات.
كذلك من الأسباب التي تساعد المجتمعات في تحقيق تطورها هو العمل بروح الفريق الواحد الذي يسعى نحو هدف واضح ومحدد ومتفق عليه من الجميع، إضافة إلى الاندماج وسط المجموعة، فلا يكون هنا السعي نحو الظفر بنجاحٍ شخصي أو مُنّجزٍ فردي ينسب لأحد من الفريق دون غيره.
وحتى تتحقق هذه المعادلة نحن بحاجة إلى قائدٍ محنك لديه القدرة على صَهْر أعضاء الفريق وإدارته بحكمة نحو تحقيق تطلعات المجتمع.
هذا القائد عليه دور كبير في اختيار فريق عمله وفق منهجية علمية مدروسة.
كذلك على فريق العمل الإيمان بدوره الذي يقوم به، يدفعه نحو ذلك شغفٌ عظيم ورغبةٌ جامحة في خدمة الناس ونفعهم.
يقودهم نحو ذلك وجود هوية للفريق تتكون من رؤية ورسالة وقيم يتم الاتفاق عليها بالإجماع.
دون توفُّر هذا العمل المؤسسي، والعمل بروح الفريق الواحد، والإيمان بالدور الفاعل لكل عضو، وغياب الهوية لهذا الفريق؛ ستظل مجتمعاتنا تتقدم خطوة وتتأخر خطوتين، ويغلب على عملها طابع الفردية والنظرة القاصرة؛ فرئيس الفريق يكون همه تحقيق مُنّجز يُسجّل باسمه وفي عهده، وبالتالي ستنتهي مدة رئاسته للفريق دون تحقيق أهداف مؤسسته وتطلعات مجتمعه، في حين يبقى المجتمع في انتظار من يأخذ بيده نحو تحقيق تطلعاته وطموح أفراده.
إنها رسالة لكل رئيس فريق، سواءً كان ربّ أسرةٍ، أو معلم في حجرة صفه، أو مدير إدارة، أو صاحب عمل، أو رئيس لقطاع:
“اعقدوا النيةَ على خدمة مجتمعاتكم، واعملوا على تحقيق أهداف مؤسساتكم وفق عمل مؤسسي”.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي