شقاق ونزاع وفراق

ملاحظة : يحتاج منك قراءة هذا المقال إلى أقل من دقيقتين لكن هو في صميم الواقع المر ؛ فما هي نتائجه عليك أو عليكِ ؟

الحمدُ لله وحده والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نبي بعده ، وبعد

انتدبتني المحكمة الشرعية خلال الفترة الماضية ؛ كمحكم لعددٍ من قضايا التحكيم بين الأزواج المرفوع بينهم دعاوى شقاق ونزاع ، ولن أدخل في كثيرٍ من التفاصيل المتعلقة بهذا النوع من العمل ، ولكن أساسه الشرعي محاولة التوفيق بين الزوجين ، ورأب الصدع ، وللأسف قد تبوء محاولات المحكمين الحثيثة في الأغلب بالفشل الذريع ، ومن خلال التجربة العملية ، ومشاهداتي على مدى سنين طويلة ، ودروسي في المساجد ، وقضايا أُستفتيت بها أنَّ معظم حالات دعاوى الشقاق والنزاع ، أو طلب الطلاق ، أو الطلاق التعسفي من الزوج، أو حتى الطلاق مع الإبراء ، أو الخُلع أسبابها على النحو الآتي :

1. قلة خبرة الزوجة ، وعدم تفهمها لقواعد الحياة الزوجية .
( معظم الزوجات من هذا الجيل ما عرفن شظف الحياة ، ولا قسوتها ؛ فهُنَّ بالأغلب حَالمات ، يُحببن السَهر ، والسفر ، والأكل في المطاعم ، ويتأففن ويضْجُرن من الأعمال المنزلية ، وينصدمن بالحياة الزوجية التي تختلف عن أحلام ما قبل الزواج وأيام الخُطبة ).

2. عدم صبر الزوج على أخطاء الزوجة ، وعدم التغافل واللجوء في بعض الأحيان للضرب أو الشتم لأتفه الأسباب.
( فزوجة رفعت دعوى شقاق ونزاع ، وأصرت مع أنَّ لها ثلاثة أبناء وطفل معاق ، وبداية المشكلة أن زوجها ضربها كف على وجهها ودفعها )

3. انخراط الزوج في علاقة عاطفية مع أخرى بعد زواجه ؛ فهو يبحث عن الحب المفقود الذي لم يجده في زواجه ، أو استمراره في علاقاته العاطفية ما قبل الزواج .

(وفي حالات قليلة كانت الزوجة هي من تقع في علاقة غرامية مع ذئب بسبب الجفاء في حياتها الزوجية ، وعدم وجود الحب ، وانعدام العاطفة )

4. أن يكون أطراف الزواج من بيئتين مختلفتين ، ولديهم عادات وتقاليد مختلفة عن بعض ؛ فيصبح كل طرف يحاول تغليب بيئته على الآخر ؛ فيحدث عندها الصدام والفرقة .

5. محاولة الزوج الاستئثار براتب الزوجة بالكامل
( وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية ؛ فالكثير من الزيجات تقوم على أساس أنَّ المرأة تعمل ، وشاهدت حالات للرجوع عن عقد الزواج في مجلس العقد عندما اشترطت المخطوبة على الخاطب أن يكون نصف راتبها لأهلها)

6. تدخُّل الأهل ( أهل الزوجة ، أهل الزوج ) في خلافات الزوجين بطريقة سلبية ، بحسن نية أو بسوء نية ، وهذا له صور متعددة منها :

أ‌- تدخّل الأم بشكل واضح ، أو مستتر في الحياة الزوجية ، ومحاولة فرض نمط معيشة معينة على الزوجة تتناسب مع حياة ابنها بحجة أنها الأعرف بحاجات أبنها .
ب‌- محاولة أُم الزوج فرض تجربتها على الزوجة في الحياة وخصوصا في ما يتعلق بتربية الأولاد .
ت‌- تدخل أُم الزوجة في حياة الزوجة وتشجيعها على التمرد على مطالب الزوج ، والتضييق عليه في بعض الأحيان.
ث‌- قيام الزوجة بنقل معاناتها لأهلها مما ينعكس على طريقة تعامل أهل الزوجة مع الزوج .
ج‌- عدم احترام الزوج من قبل أهل الزوجة .
ح‌- عدم احترام الزوج لأهل زوجته ؛ فيمنع الزوجة من الذهاب لأهلها زيادة في قمعها ، وتنكيلاً بها .
خ‌- وقوف الزوج حائراً بين مطالب أهله وبين مطالب زوجته ، وعدم التوفيق بينهم ، وعدم مراعاته للعدالة .
7. وجود الزوجة في سكن قريب أو مع أهل الزوج ، أو أن يكون بيت العائلة مشترك للجميع ؛ فتكثر عندها المشاكل والغيرة والقيل والقال .
8. تأثر الزوج سلباً بأبيه من خلال علاقته بأمه وطريقة تعامله معها ، أو بإخوته من خلال علاقاتهم مع زوجاتهم وطريقة تعاملهم ؛ فينعكس هذا على علاقته مع زوجته .
( حدثني أحد الإخوة أنَّ أخته كانت تضرب من قبل زوجها بدون أي سبب ، وتبين أنَّ أبوه كان يضرب أُمَّه ، ولهذا مارس هذا الفعل مع زوجته بحجِّة أنها ليست أفضل من أُمّه أن لا تضرب )
9. عدم رغبة الزوج في الانجاب
( من الأزواج من لا يرغب في الانجاب بحجة أنه يريد تجربة حياته الزوجية ، ولقد كنت في قضية تحكيم لزوج مضت سنوات طويلة لا يُريد الانجاب ، وتقول الزوجة أنه يحرمني من أن أصبح أم )

وأخيراً :
لقد رأيت في نهاية التحكيم أزواج غرقوا في البكاء ، وزوجات نادمات ، وأطفال هم ضحايا وإصرار على الطلاق ، وبعدها ترفع قضايا النفقة ، والمسكن ، والمشاهدة وغيرها ، وللأسف بعد فوات الأوان ..

مقالي السريع هذا فقط من أجل وضع اليد على جرح عميق وقضايا موجودة في المحاكم الشرعية وللأسف بنسب تعلو شيئاً وشيئاً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *