الحج موسمٌ عظيم وفرصةٌ كبيرة لتغيير العادات والسلوك نحو الأفضل إذا حرص الإنسان على تَدبُّر جملة من المعاني:
أولها: “الحج المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنة” ففي هذا الحديث النبوي استلهام لمعانٍ دينية لها صلة وثيقة بحياة الإنسان، لعلَّ من أهمها الاغتسال الذهني والتطهُّر النفسي مما لحق به من أدران.
ففيه إخراج للإنسان من أنانيته، وما ألفه من راحةٍ ودَعةٍ إلى التقيُّد بالشرع في القول والفعل في زمنٍ مخصوص ومكانٍ مخصوص أيضاً.
ثانيها: الحج اختيار، ولعلَّ الاختيار من أجلّ النعم التي مَيّزَ بها الخالقُ الإنسانَ عن سائر مخلوقاته. فحياة المرء تقوم على تعدد الاختيارات مع تنوع الاحتمالات.
كذلك يأتي الحج كتدريب لقدرة المسلم على ضبط نفسه وحملها على تَقبُّل الناس على اختلاف مشاربهم وتباين أمزجتهم وطباعهم.
ثالثها: الحج مدرسة روحية عظيمة، وهو منهاج تربية يتخرَّج منها المسلم وقد بدأ في ترويض نفسه على الصبر والتخلُّق بالخُلق الحسن، وتحمُّل المسؤولية، كما أنَّ فيه استنهاض للنفوس أن ترتفع عن صغائر الأمور والتطلُّع دوماً نحو تحقيق الغاية الأسمى في حياته.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي