غالباً ما يشغل بعض الناس أنفسهم بأمورٍ ليست من مسؤولياتهم، ولا تقع ضمن دائرة اهتمامهم، ولا تُعبّر عن ماهيتهم، ولا تعكس بجلاء كينونة أنفسهم.
وهذه الأمور أوردها الكاتب الشهير واين داير في كتابه “السعادة هي الطريق” تحت عنوان (ستة أمور ليست أنت).
وهي أمورٌ يُوليّها الناس جُلَّ اهتمامهم، ويعيشون لأجلها، ويستميتون في سبيل بقائها.
الأمر الأول: أنت لست اسمك.
فبعض الناس يصبحون متماهين مع اسمائهم على الرغم من أنها مجرد تسمية.
ولعلهم في ذلك يطلقون العنان لعواطفهم، ويُسّرجُون أحصنة طموحاتهم بعيداً عن الواقعية التي تتطلبها الحياة، وكأنَّ الاسم لوحده كافياً لتحقيق آمالهم وغاياتهم.
الأمر الثاني: أنت لست جسدك.
فأنت لست اليد أو غيرها من أعضاء جسدك، لكنك صاحبها.
وبالتالي حتى عندما تمتلك جسداً سليماً، فأنت لست ذلك الجسد، ولكنك تظل صاحبه فقط.
فلاعب كمال الأجسام مثلاً لا يزال يحتفظ ببهاء روحه وسمو نفسه وهو في سن السبعين.
الأمر الثالث: أنت لست تفكيرك.
فعندما تُفكّر؛ تظل أنت المراقب لهذا التفكير، وليس التفكير نفسه، وهذه هي ماهيتك.
الأمر الرابع: أنت لست مهنتك.
فالتماهي مع المهنة أو الحرفة، يُبعدك عن ذاتك الحقيقية. وتبقى تلك المهنة مجرد عمل قمت أنت بتأديته، لكنها لا تُعبّر عن ذاتك الحقيقية.
الأمر الخامس:أنت لست علاقاتك.
أنت الشيء الذي يُراقب العلاقة، والشخص الموجود في هذه العلاقة، لكنك لست العلاقة في حَدِّ ذاتها.
وهذا يعني أنه عندما تنتهي تلك العلاقة أو تفشل، فإنَّ هذا لا يجعل منك فاشلاً.
الأمر السادس: أنت لست أي من التسميات التي وضعتها لنفسك، أو اكتسبتها، أو حتى نُعتَّ بها.
أنت شيء مستقل عن ذلك كله، وشيء يُراقب ذلك كله في الوقت نفسه. ومع ذلك لا يوجد شيء يتعلق بك، أو بخصائصك أو سماتك العرقية يجعلك أفضل من أي شخص آخر على هذا الكوكب.
وحتى يتمكن الإنسان من تجاوز الوقوع في هذه الأمور الستة، عليه أن يكون يقظاً وواعياً بذاته الحقيقية، والغاية العظمى التي من أجلها خُلِق.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي