من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يعيها هو مدى إدراكه لقوة أفكاره، وبقدرته في السماح لاستقبال الأمور التي يرغب؛ مما يُثّمر عنه إمكانية امتلاك زمام تجربته الحياتية.
لكن إذا ما ركز الإنسان على نتائج أفكاره المكثفة أكثر من شعوره تجاه هذه الأفكار؛ فإنه سيفقد بوصلة طريقه بسهولة.
ويمكن القول بأننا تعلمنا مواجهة الواقع قبل أن نعرف قدرتنا على صنع ذلك الواقع.
إنَّ العديد ممن يجرون الإحصائيات عن التجارب الإنسانية، فيمضون حياتهم يقارنون ويصنفون التجارب بناءً على ما هو مناسب أو غير مناسب، صحيح أو خاطئ، يقارنون بين السلبيات والإيجابيات، لا يلاحظون أن ما يقدمونه من ترددات لا تخدمهم في تجربتهم.
فهؤلاء ليس لديهم حس بقوتهم الخاصة؛ لأنهم يبعثرون طاقتهم في اتجاهات متناقضة. وقد أمستْ حياتهم تقوم على تصنيف سلوكيات وتجارب أولئك الذين يتقاسمون معهم الكوكب أكثر منه عن إبداعهم الخاص.
فهم يشيرون إلى الأشخاص والسلوكيات والمعتقدات؛ويعلنون بأنها غير مناسبة، ويرفضونها دون معرفة أنهم يُضمّنون في تجاربهم تردد نفس الشيء الذي لا يريدونه بالفعل.
وبالتالي لن نحقق الحرية الذهنية الخاصة بتجربتنا الحياتية من الخوف المرافق للتجارب غير المرغوبة بمحاولة السيطرة على سلوك أو رغبات الآخرين.
إنه عندما تكون مُدّرِكاً للطريقة التي تبدو عليها أفكارك؛ فلن تشعر بالخوف ثانيةً بشأن الأشياء غير المرغوبة التي تقفز إلى تجربتك الحياتية، وستفهم بأنه ما من شيء يقفز إلى تجربة حياتك دون دعوتك له.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي