استكمالاً لمقالة الأسبوع الماضي “متلازمة التعاسة” نستعرض العلامات الأربع الدَّالة على التَّشَافي من هذه المتلازمة، ولعلَّ أولى علامات هذا التشافي تبدأ في تدبُّرنا للآيتين الكريمتين وإعادة قراءتها، وكأنها أول مرة تصافح قلوبنا:
“مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً”
“وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا”
وهذا التدبُّر من شأنه أن يمد صاحبه بقبسٍ من نور، وبمشكاةٍ روحية تجعله في حالةٍ دائمة من التعلُّق بخالقه عزَّ وجل.
وثاني هذه العلامات، أنَّك تجد نفسك وقد بدأت في ممارسة الامتنان لله تعالى وشكره على نعمه الكثيرة، وفضله الكبير حتى على النعم التي قد نزهد فيها؛لتعودنا على وجودها، وتوفُّرها دون عناءٍ منّا ولا تعب.
وممارسة هذا الامتنان، وديمومة الشكر من شأنه أن يجعل السكينة والطمأنينة ممتدة في كل تفاصيل يومنا، ويُهَوُّن علينا الكثير من صعوبات الحياة.
والعلامة الثالثة في سبيلك نحو التشافي مِنْ متلازمة التعاسة، هو إحساسك بالحياة تتدفق بداخلك، وتشعر بالحيوية وقد ملأت عليك يومك. فالحُبُّ والجمال والشغف يملأ جوفك، ويفيض منك حتى يكاد يملأ آنية من حولك.
والعلامة الرابعة والأخيرة للتشافي مِنْ متلازمة التعاسة، هو النور الذي تشعر به وقد بدأ في التكشُّف بعالمك الداخلي.
هذا النور الإلهي الذي ينبثق من داخلك، ويقودك نحو عبادة الله، ونحو الإحسان لأخيك الإنسان.
وعندما يصل الفرد لمرحلة الإحسان هذه؛ يعي جيداً أنَّه موجود -إضافةً لغايته الأسمى وهي إعمار الأرض بالعبادة- من أجل بذْل الحُبَّ والخير والجمال لإنسانٍ آخر، وأنَّك قد عَثَرتَ على معنى وجودك في هذه الحياة.
فحين تكتمل لديك هذه العلامات الأربع؛ فهذا إيذاناً أنَّك قد غادرت منطقة تعاستك، ولم تعد ملازمةً لك بعد أن كانت متلازمة لحياتك.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي