كيف تبتهج بيومك؟

‏يغدو بلوغ الفرح غاية كل هدف، ومحطَّ نظر كل تحرّك إنساني.
وبلا شك فكل واحد منا يريد أن يعيش يومه في بحبوبةٍ من البهجة والسعادة بعيداً عن كل ما يكدر خاطره،أو ينغص عليه يومه.
ويظل الإنسان في سعيٍّ دَؤوب للوصول إلى ذلك؛ لكنه قد يخفق في اختيار الطريق، أو قد لا يوفق في تحديد السبيل الذي يُوّصله إلى مبتغاه.
وحتى تبتهج بيومك مثلاً؛ عليك بالتعرُّف على نعم الله عز وجل التي لديك؛ وهذا من شأنه أن يمنحك أمرين:
الوفرة في تلك النعم وزيادتها، وبث الطمأنينة والسكينة في قلبك.
إضافةً إلى ذلك يمكنك أن تستحضر فضائل الذين يتقاسمون معك رغيف تفاصيل لحظاتك، ويشاطرونك النظر إلى عقارب ساعات يومك.
وحريٌّ بالإنسان ألَّا يذمّ ذلك الرغيف، ولا يزهد في حمده وشكره؛ فإنَّ النبيل من الناس يُقدّر ذلك ويُثمّنه؛‏ فليس أبهج للنفس من طابع الفضيلة الذي يتجلّى في خصال رفاقنا، وهذا صنيع النبلاء، وفعْل الكِرام.
‏إنَّه كلما برعتَ في تلمّس تلك الخصال الحميدة؛ تكاثر منها المزيد؛ فيثمر ذلك بهجة وسعادة في حياتك وحياتهم.
في المقابل إذا كان من طبيعة استقبالك ليومك أن تتفقّد ما ينقصك متناسياً ما لديك؛ فإنَّ هذا إيذاناً بيومٍ غير جيد لك، وستلقى فيه مشقةً نفسيةً لا طاقة لك بها؛ وسينتهي بك ذلك اليوم، وكأنَّ لا خير لديك، ولا نعمةً قد حزتها.
كذلك الحال يمكن قياسه على النظر في معايب من يقاسموننا الحياة، ويعيشون معنا على ضفتها؛ فلا نرى فيهم إلَّا منقصة، وجوانبَ أقل ما يُقال عنها أنها سلبية.
فكلما عثرتَ على منقصةٍ فيهم؛ وجدتَ نفسك تسابقك نحو العثور على منقصةٍ أخرى.
فيمكنك أن تُعيّد تَشكيّل نظرتك لهم، والعمل على تقبّلهم بما فيهم، وخاصةً إذا كانوا من أولى القربى، ويجمعكم منزلٌ واحد، وتستظلّون بذات السقف.

سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “كيف تبتهج بيومك؟

عبدالصمد زنوم

مقال عظيم جدا ومبهج ويرسم خطوات التفاؤل وهكذا تعودنا منك في جميع مقالاتك وبالتوفيق وإلى مزيد من العطاء والنجاح والتميز الدائم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *