لا تخلو الحياة من حدوث أمور لا نرغبها؛ تسبب تصاعُدها في خلق أزمةٍ خانقة ليس من السهولة الوصول إلى السبيل للخروج منها إلَّا بشق الأنفس، أو دخول أناس في دائرة حياتنا نكتشف فيما بعد أن وجودهم تسبب لنا في الكثير من المتاعب.
والناس هنا يكونون بين ثلاثٍ فئات:
الفئة الأولى:
اختارتْ لنفسها الرُّكون إلى حالة الضعف الذي اعتراها نتيجةً لتلك الأحداث، أو دخول أولئك الناس.
فنجدهم في حالة من الضعف والاستسلام، وقد رضي الواحد منهم مُرّغماً بحالته تلك بعد أن بذَلَ القليل من الجهد في سبيل الانفكاك من أزمته، أو التحرُّر من تلك العلاقة السّامّة.
فهم قد رضوا بدور الضحية؛ وجعلوا من أنفسهم لقمةً يقتات عليها مرور تلك الأحداث، وفريسةً ينهشها دخول أولئك الناس.
الفئة الثانية:
عمدتْ إلى إنكار تأثير ما حدث لها، والضرر الذي لحق بها من أولئك الذين دخلوا حياتهم؛ وكأن شيئاً لم يكنْ، وعملتْ على تجاهل ما تشعر به عبر الإنكار الخفي الذي يعّمد إلى ترّْك أوجاعنا في مكانٍ بعيد ظنّاً منا أنَّ خطواتنا لا تصل إليه في حين أن بعضاً من الروح يسكنه.
يقول باولو كويلو: “أنتَ على خطأ في قولك أن الآخرين تعافوا من الصدمة. هم خبّأوها وحسب في مكانٍ بعيد لا يقصدونه أبداً”
الفئة الثالثة:
عمدتْ إلى المعالجة الواعية، وتَدّبُّر أمرها، ومحاولة لمّلمّة شتاتها في سبيل إعادة ترتيب حياتها لما قبل وقوع تلك الأحداث، أو الدخول في تلك العلاقة السّامّة.
وعْيُّ هذه الفئة منحها إدراكاً أنَّ تلك الصدمة من الأحداث والعلاقة السّامّة ستظل تُزاورنا بين حين وآخر -حتى وإنْ قمنا برميها في مكانٍ قصيٍّ من الروح-وستُطلُّ علينا بوجهها القبيح إنْ لم نعمل على التشافي منها ببصيرة وحكمة.
فهي اختارت لنفسها النهوض من جديد عبر المواجهة الشجاعة التي تستند على وعْيٍّ ذاتيٍّ عميق، ودرجة استحقاق عالية لعيْش حياةٍ كريمةٍ تليق بها.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي