مهما كانت العقبات تتوالى في طريقك، فالحياة لا تتمحور فقط حول تخطّي الأمور الكبيرة التي تطرأ فحسب، بل تتمحور أكثر حول قدرتك على تدبُّر أمر الأشياء الصغيرة التي يُمكن لها أن تحبطك إذا احتشدتْ مع بعضها البعض، وتقوُّتْ بتجمُّعها في عرقلة تدفُّق روحك باتجاه الحياة.
إنَّ إحدى أكثر الأدوات نجاعةً التي نمتلكها هي حكمة الإدراك البسيط من وجود لحظات جوهرية، والتي هي مفترق طرق؛ حيث تستطيع اكتساب رؤية واضحة تُمكنك من أن تقرر ما إذا كانت لحادثةٍ عابرة، أو ظرفٍ ما أن يُعكّر صفو يومك ويفسد عليك مزاجك أو لا.
ولذلك علينا العمل على إيجاد هذه العقلية التي تُمكْنّا من الإصغاء إلى دعوات المبادرة نحو الانطلاق باتجاه الحياة والمضي قُدماً نحو عيْشها بسلامٍ ورضى.
هذه العقلية تزودنا برؤيةٍ جديدة ومتفرّدة للخيبات التي أوجّعتْ قلوبنا، والعقبات التي اعترضتْ طريق حياتنا.
فهي -أي تلك الخيبات- قد تكون نداءات يقظة تُذكّرنا بمدى روعة الحياة، وأن هناك فكاهة وحكمة وترتيباً في خضم معضلة تلك الخيبات شرط أن تُحّسن الإصغاء والتعلُّم.
وبالتالي يمكن لهذه العقلية أن تساعدك على تغيير مسارك، وتسّتبدله بخيارٍ يمنحك القدرة على اختيار منهجٍ مُبْهِج وقوي لحياتك، وتمنحك القوة الكافية حتى تُشّرق من جديد.
حينها ستدرك أن تلك الخيبات التي مُنيّتَ بها، والعقبات التي اعترضت طريقك،وتسببت في إبطاء سرعتك؛ كانت سبباً جوهرياً مَكَّنَ السعادة من أن تلحق بك وأنت عالقٌ وسط تلك العقبات.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي