رغم كل ما يعتري قلبك من منغصات، لكن لديك بالفعل حياة وفيرة.
ما تشعر به من قلة الوفرة، وكثرة الشح بحياتك؛ سببه أن الأنا قد دربتك على التركيز على مشاعر النقص.
يبدو أنه تم صياغة وتشكيل تفكيرنا للبحث عما نفتقده، والزهد فيما لدينا لنا من نِعم وفيرة.
إن ارتباطنا الصادق بالله هو ما يجعلنا نتجاوز هذا المأزق الذهني، ويمنحنا تناغماً مع أرواحنا الحقيقية.
ولذا على الإنسان مجاهدة نفسه، ودفْعها نحو التحلّي بفضيلة الحمد والشكر والامتنان لله عزَّ وجل.
إنَّ من يرزقه الله نعمه الحمد والامتنان؛ سيدرك الخير في كل أقداره حتى وإنْ نغصّتْ عليه صفو حياته.
وهذا الحمد يمنح قلوبنا الرضا والشكر والصبر، وهذا لا يعني أنك لم تمر بتجربة حزينة، أو خبرة أليمة، بل أنَّ هذا الحمد دَفَقَ في قلبك رضىً عن قدرك، وزوُّدك بقوة تجعلك تعيشه صابراً حامداً وشاكراً، بل ومستبشراً من الرزاق كل خير.
يقول الشيخ الشعراوي:
“كُلُّ الأوجاع هدايا ربانية، إمَّا تكفير للذنوب، وإمَّا سعادة مؤجلة لدار البقاء، فدائماً رَدِّد الحمد لله”
ولذا كان على الإنسان أن يُدرِّب نفسه على إدراك مهارة الحمد؛ فبها سيكون راضياً، وبدونها سيكون ساخطاً.
إنَّ تعلُّم الحمد كمهارة حياتية لازمة؛ يقودنا إلى بلوغ الرضى، ويجعلنا نُعيّد قراءة هذا الحديث الشريف بقلبٍ واعٍ للطف معناه، وحُسْن مبناه.
قال رسول الله ﷺ :
“إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ؛ وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرِّضَى، ومن سخِط فله السُّخطُ”.
سليمان مسلم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي