تقول القصة الأسطورية أنَّ ابنة اشتكتْ إلى أبيها من سوء حياتها، فلا تلبث أنْ تفرغ من مشكلة حتى تحلُّ مكانها مشكلةٌ أخرى؛ وهكذا غدتْ حياتها سلسلةً من الصعاب، فأرهقها هذا الصراع، وكانت على وشك الاستسلام.
أخذها أبوها إلى المطبخ، وملأ ثلاث أوان بالماء، ووضعها على النار. وعندما بدأ الماء يغلي، وضع الجزر في الأولى، والبيض في الثانية، وحبوب القهوة في الثالثة.
بعد مضي عشرين دقيقة، أطفأ الأبُ النارَ، ثم وضع الجزر في وعاء، والبيض في آخر، ثم صفَّى القهوة ووضعها في كوب.
بعدها طلب الأبُ من ابنته أن تلمس الجزر؛ كانت ناعمة طرية.
وطلب منها أن تكسر البيضة؛ فلزمها بعض الجهد لكسرها.
وأخيراً، طلب منها أن تجرّب القهوة.
سألت البنتُ الأبَ:
ماذا يعني كل هذا يا أبي؟
واجهتْ هذه العناصر الثلاثة نفس الشدائد “الماء المغلي” ، واستجاب كلٌّ منها بشكلٍ مختلف.
لقد غدتْ يا أبي الجزرة القوية ناعمة وسهلة الكسر، وانتهتْ البيضة -التي تحمي قشرتها الهشة داخلها- بالتَّصلُّب، بينما حوّلتْ حبوب القهوة الماء إلى مشروبٍ غني بالانتعاش.
عندها سأل الأبُ ابنته: ما أنتِ؟
عندما تقرع الشدائد بابك، هل أنتِ جزرة، أم بيضة، أم حبة قهوة؟
بُنيتي، لا تطلبين حياةً سهلةً، بل اجعلي من نفسك شخصيةً تتحمل حياةً مليئةً بالصعاب.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي