يطمح الناس في عيْش حياتهم بإيجابية عالية.
والناس في هذا ما بين مُكْثر ومُقلّ.
فنجد أنهم تفرقوا إلى ثلاث طوائف.
الطائفة الأولى:
وهي طائفة يتطلع أصحابها إلى إيجابيةٍ خالصة دون أن تخالطها شوائب السلبية.
فتجدهم أنهم أفرطوا في إطلاق العنان لأحلامهم دون ترويضها بلجام الواقعية والمنطق، أو إخضاعها لضابط الموضوعية وإمكانية التحقُّق.
الطائفة الثانية:
وهي ما دون ذلك، فهي تقنع دون نجوم الإيجابية بسنواتٍ ضوئية؛ لأن درجة استحقاقها لا تقوى على ذلك، ولأنها رضيتْ العيْش دون نجومها.
الطائفة الثالثة:
ومن يكون في داخل هذا الطائفة؛ نجده أنه ممن توسّطَ بين هذا وذلك، فأدرك حياته بواقعية متناهية دون إفراط أو تفريط، فوعى قدرات نفسه، وسبَرَ أغوارها؛ فغدا عالماً بها بنسبة كبيرة؛ تؤهله للاستمتاع بحياته، وتُمكّنُه من تجاوز صعابها.
وأصحاب هذه الطائفة أدركوا أنَّ الرغبة في الحصول على تجربة أكثر إيجابية هي في حدّ ذاتها تجربة أكثر سلبية بشكلٍ عام.
وهو ما أشار إليه الفيلسوف آلان واتس فيما سماه بـ (قانون النكوص)؛ فكلّما سعيت وراء الشعور بالرضا على الدوام؛ زاد شعورك بعدم الرضا.
سليمان مسلم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي