ربما أحداث الحياة، وما يقابلك من أصناف الناس الإيجابيين والسلبيين على حدٍّ سواء؛ تجعلك تبلغ مرحلةً في حياتك تكون على يقين أنك ستتعامل مع شخصٍ ما، أو أكثر يتصفُ بالحُمْق، بل بمبادرة غيره بالأذى.
وهذا إنْ حدثَ لأحدنا؛ فَلَعلَّه يأتي بمثابة تمهيد لك أنَّ الحياة قد تأتي خلاف ما تريد، وأنَّ على قارعة طرقاتها صِبْيةٌ يرشقونك بحجارة أذاهم بينما أنت ذاهب في حال سبيلك لمعانقة يومك، والشروع في تحقيق أهدافك.
والسؤال الجوهري هنا في هذه الحالة:
هل ستكون مستعداً لذلك؟
إن هذه الحالة تستدعي إلى الذاكرة الدُّعابةَ التي ألقاها في القرن الثامن عشر الكاتب السَّاخر (نيكولاس تشامفورت) حين قال:
“إِنْ ابتلعتَ ضفدعةً كل صباح؛ فستمتلك المناعةَ ضد أي شيء آخر يُثير الاشمئزاز قد يحدث لك ما تبقى من اليوم”
هذه الدُّعابة التي هدفتْ إلى تمرير فكرة مفادها: أن تعي في وقت مبكر من يومك أن البعض قد يتصرف بطريقة حمقاء بدلاً من أن تكتشف ذلك خلال يومك.
وفي ذات السياق يمكن لنا قراءة قول (ماركوس أوريليوس):
“لا يوجد من يمكنه أن يورطني في السوء، ولن يمكنني أن أغضب من أقاربي أو أن أكرههم”
ونحن هنا عندما نبسط هذين القولين، ليس الهدف من الاستعداد، تحديد طبيعة كل شخص مقدماً، بل أن يتوفر لديك الاستعداد للتعامل معهم بصبر وتفهُّم وتسامح.
إنَّك إِنْ نجحتَ في التعايش وفق هذا المنظور؛ فإنَّك قد اجتزتَ نصف الطريق نحو الوصول إلى وجهتك.
إنَّ الاستعانة بالله عزَّ وجلّ، والهدي النبوي، والتَّسلُّحَ بالقوة والمَنَعة النَّفسية، والاعتدال في تقييم الأمور بواقعية وعقلانية، فلا إفراط ولا تفريط؛ خير وسيلة للتعامل مع تداعيات أحداث الحياة؛ مما يمنحك عيْشَ حياةٍ تتسم بالرضى، والسلام النفسي، والحُبّ والجمال.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي