صروح علم ومنابر تطوير وإبداع، تنير لأبناء المجتمع طريقَ العلم وتسلِّحهم بالمعارف والمهارات وتؤصِّل لديهم قيم الانتماء للوطن وقادته.
عندما تحقِّق الجامعة أهدافها في التطوير والإبداع الذي يتجاوز الدور التقليدي في تلقين المعرفة وخدمة المجتمع والبحث العلمي إلى بناء المهارات لدى الطلبة، وتحقيق ذلك من خلال تطوير دور عضو هيئة التدريس، إلى أن يصبح ميسِّراً للتعلّم وموجِّهًا لمصادر المعرفة واقتصادياتها التي تعزّز خدمة سوق العمل بالمؤهَّلين بهذه الخبرات التي بتطلّبها.
إنَّ التحوّل في أدوار الجامعات من التدريس والبحث العلمي إلى خدمة المجتمع وتطويره والإسهام في تنميته من خلال البرامج، والمشاركة في الفعاليات التي يقيمها المجتمع، ويحثّ الطلبةَ على الحضور وتمثيل الجامعة في تلك الملتقيات والمناسبات الاجتماعيّة والوطنيّة، بمشاركة الجامعات من خلال المؤتمرات والنَّدوات التي تغطّي احتياجات المجتمع كافة، لرفع مستوى الوعي لدى الأفراد كافة.
عندما تتحوَّل الجامعة إلى فاعلة في جميع أدوارها ومساهِمة في رفع كفاءة الموارد البشريّة في المجتمع؛ من خلال تسليحهم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها وتأصيل قيم الانتماء والولاء في نفوس الطلبة من خلال المحاضرات والمبادرات والندوات، فإنها بذلك تكون قد حقَّقت دوراً مهمًّا ومحوريّاً في إنجاز وتحقيق رسالتها ورؤيتها التي تسعى إليها.
وتعدّ خدمة المجتمع وتطويره وتنميته إحدى الوظائف والمهام الرئيسة للجامعة، بالإضافة إلى التدريس والبحث العلمي، كما أنَّ للجامعات دورًا رئيسًا في مدِّ جسور التواصل مع المجتمع المحلي وتنميته وتطويره من خلال البرامج التي يمكن إجمالها فيما يأتي:
١- تحديد حاجات المجتمع ودراستها ووضع البرامج التي تسهم في تطويره.
٢- دراسة مشكلات المجتمع ووضع الحلول من خلال البحوث التطبيقيّة.
٣- تثقيف المجتمع من خلال البرامج التي يحتاجها.
٤- نشر العلم في المجتمع من خلال الندوات والمحاضرات التي تسهم في وعيه وتطويره.
٥- تقديم الخدمات والاستشارات للمجتمع من خلال تخصصات أعضاء التدريس في الجامعة.
٦- توفير دورات علميّة لجميع فئات المجتمع حسب الاحتياج.
٧- وضع برامج توعوية للمجتمع والمحافظة على البيئة.
٨- تأهيل المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
كما أنه على الجامعات تعزيز دورها الريادي في خدمة المجتمع المحلي من خلال الأفكار الإبداعية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والتكامل مع مؤسسات المجتمع الأخرى، وأن تكون بيئة حاضنة للتطوير والابتكار وإيجاد الفرص أمام الباحثين والطلاب لدراسة التحديات التي تواجه المجتمع، ووضع الحلول والمقترحات لتجاوزها والمساهمة في حلّها وتعزيز فرص التعلّم لتطوير معارفهم ومهاراتهم من أجل خدمة المجتمع وتطويره.
إنَّ تحقيق الريادة والتميز في أدوار الجامعات المختلفة، يتضح من خلال خدمة المجتمع وتوجيه استثمار موارد الجامعة المختلفة نحو خدمته، وبالذات ما يتعلَّق بالموارد البشرية من أعضاء هيئة التدريس نحو بناء برامج يكون هدفها خدمة المجتمع في جميع جوانب احتياجه؛ سواء الاقتصادية أم التعليميّة، من أجل رفع مستوى الوعي في المجتمع، والمساهمة في حلّ مشكلاته من خلال البحث وتعزيز تكافؤ الفرص بين أفراده من أجل تحقيق التنمية المستدامة التي تهدف للمحافظة على الموارد المتاحة وتنميتها.
د. محمد حارب الشريف
مقالات سابقة للكاتب