أدوات التعامل مع المعاناة

ثَمَّةَ معاناة تسكن جوارحنا بشكلٍ مرئي أو غير مرئي. ومن هنا كان لِزاماً على الإنسان أن يتزود بمقدرةٍ تُعينه على مواجهة تلك المعاناة، وأن يتسلَّح بأدواتٍ تُمكْنه من التعامل الصحيح مع معاناته.
وهذه الأدوات تتركز في أربع أدوات.
الأداة الأولى: الإدراك:
فعلينا إدراك ثلاثة أمور تخص المعاناة:
الأمر الأول:
إنَّ المعاناة هي ما يواجهه الفرد من أقدار لا يمكنه تَجنُّبها.
الأمر الثاني:
يمكن للإنسان أن يجعل المعاناة نقطة تحوُّل إيجابية في حياته طالما أنه لا يمكن الخلاص منها، وذلك عبر تفهُّم وتقبُّل أسبابها.
الأمر الثالث:
إدراك أنها شيء حتمي عليه مواجهته من خلال تحويلها إلى خبرة ذات معنى.
الأداة الثانية: إعادة صياغة سؤال المعاناة:
فإذا كانت المعاناة شيئاً لا يمكن تغييره مثل المرض العضال؛ فمن العبث توجيه السؤال عن سبب المعاناة،بل من الأفضل توجيه السؤال على صيغة:
كيف يمكن أن أُعاني؟
وهنا يكون البحث عن أفضل طريقة للتعامل مع المعاناة.
الأداة الثالثة: التَّحلِّي بفضيلتي الشجاعة والواقعية:
إن ما يُشيّر إلى أنَّ ما يزيد احتمالية حدوث تحوُّل لدى الإنسان الذي يتعرّض للمعاناة، هو تحلّيّه بفضيلتي الشجاعة والواقعية؛ فالأشخاص الأكثر شجاعةً؛ يزيد احتمال أن يواجهوا معاناتهم بكل ما يصحب ذلك من قلق وتوتر في بداية الأمر، في الوقت نفسه، فإن الأشخاص الأكثر واقعية؛ يقل احتمال أن يخدعوا أنفسهم بالآمال الكاذبة.
إنَّ التَّحَلِّي بالشجاعة والواقعية في مواجهة معاناتنا هو المرحلة الأولى من تقبُّل واقعنا، والخطوة الأولى نحو حياةٍ ذات بهجة.
الأداة الرابعة: تغيير حالة الوعي:
فالقضاء على المعاناة أو التخفيف منها يحدث عند تغيير حالة الوعي، وليس في التحرُّر من حزنٍ أو ألمٍ بعينه.
‏فتوجُّهنا الذي شكَّلناه مسبقاً قبل حدوث الألم؛ قد يحدد بدقة كيف ستؤثر المعاناة علينا حين تُلّم بنا.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *