عقولنا ودروب قلوبنا!

أحياناً نتورط في سلوكيات نعلم في قرارة أنفسنا أنها لا تخدم مصالحنا الفضلى، بل قد تساهم في كثير من وقوع الصعاب لنا.
ومن أمثلة ذلك، أننا نتغافل عن الالتزام بالنظام الغذائي الذي أوصى به الطبيب بعد تدهور حالتنا الصحية.
نتغافل عنه في سبيل وصال فاتنةٍ اسمها الأطعمة التي تشتهيها نفوسنا رغم معرفتنا بأننا لن نكون أفضل حالاً في اليوم التالي.
كذلك من الأمثلة التي يمكن ذكْرها، أننا قد نُصاب بالتسويف في القيام بأعمالٍ حان وقت تنفيذها، على الرغم من معرفتنا بأن مآل ذلك تراكُّم العمل، وفقْد ثقة من نقدم لهم تلك الأعمال.
ولعلَّ ثَمَّةَ سؤالٍ محوري يفترض أنْ نسأله أنفسنا بكل موضوعية، وهو:
لماذا نفعل ذلك؟
ويمكن أن تكون إجابة هذا السؤال،‏ هي أنَّ عقولنا تعترض دروبنا، بينما نجد أنَّ قلوبنا تُزيِّن بالورد طرقاتنا.
فنحن نقع في أنماط من التَّصلُّب النفسي عبر محاولة الهروب من واقعنا، أو محاربة التحديات التي نواجهها، ونلوذ إلى الاجترار،أو القلق، أو التحفيز الذاتي الزائف، أو أية صورة من صور قصور الوعي.
كل ذلك نعمله في محاولة لتجنُّب الألم الذي نشعر به، أو الفوز بلذةٍ وقتية تتبعها متاعب كبرى.
ولحلِّ هذه المعضلة بين عقولنا وقلوبنا؛ يمكننا إعادة صياغة إيماننا بالأعمال التي نقوم بها، وترويض نفوسنا عبر تعلُّم عدم الابتعاد عما هو مؤلم، بل مواجهة ذلك بطريقةٍ واعية ومنفتحة، والوعي بأن إطلاق العنان للنفس بحثاً عن الملذات وإشباع ما تهواه نفوسنا؛ يُفْضي في نهاية الأمر إلى المزيد من التكاليف الباهظة التي تنوء بها مطايا راحلة حياتنا.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *