قفلوا باب المشاريه!

تعتبر العلاقات الإنسانية ركيزةً أساسية في بناء منظومة الحياة، إذْ لا حياة تقوم دون وجود هذه العلاقات.
ومن هنا كان لِزاماً على الإنسان أن يكون واعياً في صناعة علاقاتٍ آمنةٍ تمنحه الحُبَّ والسلام.
فالعلاقات الآمنة هي التي تُساهم في تطورك، وتفيض عليك بمزيدٍ من الوئام الاجتماعي.
وهذه العلاقات بالضرورة تكون صحية؛ فهي تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء والشعور بالآخرين وتقبُّلهم، وتَوفُّر التوازن النفسي والعاطفي.
وخلاف ذلك؛ تكون هذه العلاقات غير آمنة، إذْ ينعدم فيها الشعور بالأمان والراحة،وتتسبب بأذى نفسي عميق للإنسان، وتمتص طاقته،وقد تُدمِّر ثقته بنفسه، وتجعله في حالة من عدم التوازن.
وليس المقصود هنا العلاقات العاطفية فقط؛ بل يُمكن أن تكون العلاقة غير آمنة مع مدير في العمل، أو زميل، أو جار، أو صديق، أو أحد أفراد العائلة.
فإذا كانت هذه العلاقات غير آمنة مع أحد أفراد العائلة، وهي العلاقات التي لا يُمكن الخروج منها، فهي مفروضة علينا ولا يُمكننا اختيارها؛ بل علينا تقبُّلها، والعمل على تحسينها قدر الإمكان.
كذلك على المرء أن يضع نفسه مكان هذا الشخص المُقرَّب، فقد يجعله هذا الأمر يتعاطف معه، ويتفهَّم موقفه، فيبدأ في تَقبُّله، ويقلُّ انزعاجه أو توتره منه، كذلك يمكنه أنْ يجعل الحوار وسيلةً لحلِّ الخلافات بينهما قبل أن يصلا لمرحلة “قفّلوا باب المشاريه”.
إنه يمكن لنا بناء علاقات آمنة عبر عَقْد النية الطيبة والحسنة من إقامة أي علاقة، والبحث عن الأشخاص الذين يُضيفون إلى حياتنا لوناً وبهجة، مَنْ يمنحوننا شعور الأمان، والراحة، والثقة، والدعم النفسي والروحي.
 كذلك على الإنسان ألَّا يتردد في ترك أي علاقة لا تحقق له الأمان العاطفي، وتذكير نفسه أنَّه يستحق السعادة والعلاقات الصحية والآمنة.
تقول عالِمة النفس وخبيرة العلاقات الإنسانية ماريان فيتشيليتش:
“ابدأ بحب نفسك،بعيوبها وبكل شيء؛ إذ إنَّك كلما آمنت باستحقاقك الحب الصحِّي، تعرَّفت أكثر إلى من يقدرون على منحك إياه وجذب العلاقات الصحية”.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *