🖋️ تَكتبُ تفاصيلها، وتحدد أفرادها وترسم معالمها فأنت فيها السائق والدليل.. من واقع إختيارك وبكامل أهليتك وبقرارك دون تدخل من بشر.. في ظاهرها وباطنها ألوان مختلفة وصور متعددة من البِر والخير لك ولمن خلفك!
حياة ثانية بحضارتها ومتميزة بنظمها وقواعدها وأسسها الإبداعية لا دخل للبشر فيها سواك ومن شئت ممن أمنت له ووثقت، وهي بكل مكوناتها راقية التفكير بكامل الإرادة في التصرف والتغيير.
أساسها الاستثمار المتنامي وتصنف بأنها كتابة متجددة للسيرة الذاتية بحبر يكتب حتى أبعد مما خططت ورسمت وسعيت.
البعض وصفها بأنها حياة في قالب رسالة على ورق الوجود بحبر الإنسانية والشعور بالآخرين، وجذوة من نور في دروب المعروف والأخذ بيد الآخرين.
يُطلق على هذه الحياة بأنها الوقف أو الأوقاف وفي كلا التعريفين هي خطوات لإشراقة حياة داخل حياتك ولدت من رحم المحبة ممشوقة القدّ لتًضيء خواصر الظلام.
الكثير من الكتب تناولت الوقف وأصلت أهميته ودوره في حياة البشرية وأنه المعنى الحقيقي للمبادرات الإنسانية فله تطبيقاته وصوره وأنواعه، تحدث الكثير عنه وصنفه على أنه عمل مؤسسي ومهني يعتني بالحاضر ويخطط للمستقبل عبر أهداف أساسية كمشروع له شواهده ومقاييسه، بدأ في حيز محدود ثم ما لبث أن تتطور فلبى احتياجات الناس المتنوعة.
حينما نريد التحدث عن الوقف يتسابق إلى الذهن مجموعة من التصرفات المعتبرة التي ساهمت في اعتباره وسيلة لغايات إنسانية عظمى مرّ بمجموعة من المراحل والتطورت لا يستهان بها يعزز هذا القول ما ساهم به في نمو المجتمعات وتطوير الكثير من النواحي مروراً بأنشطة الناس.
فلم يقف على أعتاب دور العبادة حيث أضحى للزراعة منه نصيب وللإنتاج الحيواني قدر وللغذاء والاعتناء به وتأمينه حصص وللبناء دور وللأنهار والأبار روايات، لقد خدم الوقف المصلحة العامة بشواهد تاريخية مجدت تأثيره من خلال منافعه وخدماته المتعددة.
ما نلمسه في هذا الوقت أن الوقف في مقدمة المؤسسات الخدمية للمجتمعات يشارك في كثير من شئون الحياة بكل مجالاتها وتقنياتها وفق تطلعات مستقبلية فضلاً عن كونه أحد عناصر الاقتصاد البناء المهتم بأدق تفاصيل دائرة الحياة وعملاً على أنه أحد طرق العلاج المالي.
إزدهار الوقف والاهتمام به نتيجة منطقية للتودد الذي أحدثه والاتجاهات والأدوار التي مارسها في مناخ يتصف بكثير من الدقة المتناهية تحت ظلال الحوكمة في كل أنواعه الأهلية والخيرية إضافة الى التعامل مع الريع والفائض.
وبعد فالأوقاف وما تحظى به من عناية ورعاية وإهتمام في الوقت الراهن يؤكد على حيويتها وأهميتها ودورها في المستقبل المسند إليها وهي فرصة لكل ذي لُب وما يعقلها إلاّ العالمون.
عبدالله عمر باوشخه
مقالات سابقة للكاتب