أنت مرفوض!

يظل الإنسان في حاجةٍ إلى تلبية احتياجاته الإنسانية.
 وفي سعيه للفوز بتلك الاحتياجات، يربط بين حصوله عليها وبين قيمته الوجودية في الحياة.
ونتيجةً لذلك؛ يشعر أن أي قصور يعتريه وهو في سبيل الحصول عليها؛ هو بالضرورة له علاقة مباشرة بذاته.
وهكذا يُدخل نفسه في معادلة ذات نفقٍ من مقارنات غير منصفة.
هذا الربط الذهني الذي يعقده في عقله؛ تكون نتيجته أن الإنسان يكون صاحب قيمة في حال حصوله على احتياجاته، وفي المقابل تنخفض قيمته المعنوية أمام نفسه إذا لم يحصل عليها.
ومثال ذلك، الربط الغير واقعي بين قيمة الإنسان أمام نفسه في حال تعرضه للرفض من قبل شخصٍ ما، أو جماعةٍ معينة، حتى يُخيل له أنه يسمع صوتاً يقول له:
 أنت مرفوض!!
ولعلَّ هذا الفخ الذي يقع فيه الكثير، وهو ربطهم بين قبولهم، أو رفضهم، وبين صورتهم لذواتهم في الحالتين.
 والمتأمل لحالة الرفض؛ يجد أنها تحدث في حياتنا كحالة طبيعية، مع أنها حالة تؤدي إلى الشعور بعدم الرضا والارتياح، وتفضي في كثير من الأحوال إلى الشعور بالألم النفسي، لكنه ليس من المنصف الربط بين الرفض، وبين الشعور بالنقص في الشخصية، وفي المقابل ليس من المنصف أيضاً الربط بين حالة القبول، وبين ارتفاع قيمة الإنسان.
إن العمل على إيجاد علاقة بين الرفض وانخفاض قيمة الإنسان؛ لن يزيد صاحبها إلَّا مزيداً من التعب النفسي الذي يصرفه عن تحقيق ذاته.
وحتى يمكن لنا الخروج من هذا النفق الذهني؛ علينا إدراك ثلاثة أمور:
أولها، أن هذا الربط لا وجود له في الواقع، وإنما أنت من أوجده في ذهنك.
ثانيها، أن الرفض الذي قد يحدث يكون نتيجة أنك لم تتطابق مع المعايير التي وضعها ذلك الشخص، وليس لأنك أقل.
ثالثها، العمل على تقبُّل حالة الرفض كقطعةٍ من عجينة الحياة، وليس كُلّ العجينة.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

تعليق واحد على “أنت مرفوض!

غير معروف

رااااائع جداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *