تلك هي عدتهم منذ أن هل هلال الشهر ، يرى شهره هكذا وليس الا وحُق له ذلك.
ورهط اخر جعل همه اطعام الطعام وقضاء حوائج الناس ، وإيصال المأونة لكل بيت متعفف يسكنه يتيم او ارملة او مسكين، يرى شهره هكذا وليس الاّ وحُق له ذلك.
ورهط انبرى على تجهيز إفطار الصائمين والقيام بتوفيرها وتجهيزها بلا كل او مل ويرى شهره هكذا ليس الاّ وحُق له ذلك.
وآخرون خلطوا ذلك كله واصروا على ترتيب اولوياتهم ظناً منهم ان كل دقيقة في هذا الشهر تعني الكثير ، ويرون شهرهم هكذا ليس الاّ وحُق لهم ذلك.
والناس في صور كثيرة متعددة مختلفة بإختلاف ميولهم ومن ذلك لياليهم فمنهم من يقيمها ومنهم تالي للكتاب وآخر لا يفتر من الذكر ومنهم ما دون ذلك ، وكلا في سوقه يعرض بضاعته أمام خالقه يريد رضاه وجنته وسبحانه يعلم ما تخفي صدورهم ونواياهم ومستقرهم ومستودعهم ..
ثم أن أناس من جلدتنا ويتحدثون لغتنا ولكن استقبلوا شهرهم بشيء من الفرح المختلط بالحزن على أنفسهم وما قدموا فيما مضى من أيامهم فلم يبرحوا كتابهم وما ختموا صفحاته إلاّ وهموا بالختمة التالية يرجون تجارة لن تبور ثم ما كان منهم إلاّ ان حفظوا ألسنتهم عن الناس وانشغلوا بعيوبهم عن عيوب الخلق لعل الله يخفف عنهم ويهديهم ويصلح بالهم.
أولئك احسن درجة والله يعلم السرائر واخفى، وتلك احوال الناس في مواسم الخيرات يتقلبون في نعم الله وهمهم أن لا تنصرم الايام إلاّ وقد حملت لهم ما يشفع لهم عند ربهم .. والله لا يضيع أجر المحسنين.
قد يتبادر لذهنك سؤال تصنف فيه نفسك او من عز عليك ولكن ليطمئن قلبك فالله اقرب الينا من حبل الوريد ، ورحمته ارجى ، فقط ضع ثقلك أمامه وتحدث اليه بروحك وصفاء قلبك بلا ترجمان سوى لسانك يحكي حالك ، انخ حاجتك ببابه فمازالت الايام المباركة مشرعة ولا ييأس من روح الله الا القوم الظالمون.
عبدالله عمر باوشخه
مقالات سابقة للكاتب