إهداء إلى رفيق الأدب والثقافة الشاعر الدكتور أشرف سالم رثاءً في ابنه المتوفي (أسامة) يرحمه الله.
(1) بكيتَ من الفؤاد… على الفؤاد
وأيقظتَ المشاعر في الجماد
*****
وأسبلتَ الدموع مزمجرات
على خدٍّ… تجمّر باتقاد
*****
كأن لم يحتمل فقداً أنامٌ
ولم تُجْزِع مصيبةُ ذا رشاد
*****
فأبكيتَ المعزين الحَيَارى
وألبست المدى ثوب الحداد
*****
وقلتَ من التوجُّع… آه ربِّي
لماذا الموت يعصف بالعباد؟!
*****
أخذتَ به نياط القلب فجراً
فخارت قوتي.. بعد اشتداد
*****
وأدميتَ الفؤاد؟؟ فيالحزني
على من كان.. سيفي والغماد
*****
(أسامة) يا قنوع النفس خلقاً
(أسامة) يا سليم الاعتقاد
* * *
(2) لقد كان ارتياحي يوم بؤسي
وكان يدي.. بأيام الحصاد
*****
وكان ذراعيَ اليمنى حكيماً
وكان رفيق دربي في النوادي
*****
وكان العين إن أبصرتُ شيئاً
وكان الغوث إن عثرت جيادي
*****
فيا ربَّاه صبرني.. وكن لي
عماداً… حيث أبحث عن عماد
*****
ويا ربَّاه.. عوِّض من فقدنا
بفردوسٍ وجناتٍ تنادي
* * *
(3) لقد عاش الحياة.. بلا حياةٍ
ولم يأنس بنومٍ أو رقاد
*****
ولم يظفر من الدنيا بشيءٍ
سوى القلب الرحيم بلا حساد
*****
وكان مسالماً عقلاً وروحاً
نقياً في المحبَّةِ والوداد
*****
كريم اليَدِّ… موفور السَّجايا
نقيَّ الروح.. في يوم السواد
*****
فياربِّي سألتك كن رحيماً
وصبَّرني إلى يوم المعاد
* * *
(4) أخي الباكي.. عذرتك في بكاءٍ
يذيب الصَّخر في ذات العماد
*****
على فقد الحبيب وقد توارى
ومأواه التراب على انفراد
*****
ألم يك ردئك الغالي إذا ما
أتتك نوائب الدهر الشداد؟!
*****
ألم يك ذا يقين واحتمالِ
ألم يك ذا اصطبار واجتهاد؟!
*****
بلى.. كان (اليمينُ) وأنت يُمْنٌ
توجهه إلى درب الرشاد
*****
وكان حبيب قلبك في سرور
وفي الأحزان كان أخَا اعتماد
*****
إليك أخا الثقافة كل حبِّي
رثاءً (عارفياً).. غير عادي
جدة: مساء الأربعاء 13/12/1445هـ
مساء الجمعة 22/12/1445هـ