سَلامًا لا وَداعًا يا أُسَامة
بوعدِ الجمعِ في يومِ القيامة
*****
فحسنُ الظن في ربٍ رحيمٍ
بأن نلقاكَ في دارِ المـُقامَة
*****
وتسبقُنا إلى الجنات تمشي
نضيرَ الوجهِ تعـْلوكَ ابتسامة
*****
وتنـْزعُ عنكَ عُكازينِ كانا
رفيقيّ عُمرِك الماضي دواما
*****
وفي ذاكَ العزاءُ أيا حبيبًا
سكنتَ القلبَ حقَقْتَ المَراما
******
حملتُك بالذراعِ وفي الحنايا
رضيعًا أو صبيًا أو غلاما
*****
ولو كـَأسُ المنايا خيـَّرتْني
فديتُكَ مستطيبًا مستهاما
*****
سهامُ الموتِ لا تُخطي مداها
ولا تحتاجُ رُمحًا أو حُساما
*****
لقد تركتْ فـُؤادِي في سعيرٍ
بنارٍ لا أُطيقُ لها ضِراما
*****
أناظرُ مقعدًا كمْ كنتَ فيهِ
تـُبادلُني الطرائفَ والكلاما
******
ودَمـْعي قدْ تحجـَّر بالمآقي
بعينٍ لمْ تعُدْ تهوى المـَناما
*****
ولوْ أنـِّي قضَيْتُ العُمْرَ أبكي
فلا عتبٌ عليَّ ولا ملامَة
*****
ولكنـِّي احتسبتـُك عند ربٍ
بهِ الرَحَماتُ تُرجـَى والكرامة
*****
صَبرتَ على مُعاناةٍ سنينًا
فلم تنبسْ بضيقٍ أوْ نَدامة
*****
وأنت اليومَ فارقْتَ المآسي
نفضتَ غُبارَ بأسـِكَ والسُقاما
******
وأمـُّك تـُكـْثرُ الصلواتِ تدعو
صباحًا أو مساءً أو قياما
*****
تـُكابدُ ذِكرياتٍ كنتَ فيها
أنيسًا تصْطـَفيكَ بلا سَآمَة
*****
وتسألُ خالقًا برَّا رحيمًا
بأنْ يـُعـْطيكَ خَيراتٍ جِساما
*****
وأنْ يجزيكَ عن وَجـَعِ الليالي
نعيمًا مؤنِسًا لكَ مستداما
*****
فيا ربِ استـَجبْ دَعواتِ أمٍّ
وجـُدْ بالصبرِ وامـْنـُنْ بالسلامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زفراتُ الأبِ المكلوم أشرف سالم