يا جماعة، متحدث واحد يكفي!

تُعدُّ المحادثة أقدم طرق التواصل التي عرفها الإنسان، ويمتد استخدامها لوقتنا الحاضر، والمحادثة بهذا الشكل تكون في أبسط وجود لها تساهم في عملية خلْق فهْم مشترك بين الناس.
ورغم توفّر العديد من الطرق التي نبحث بها عن خلْق فهْم مشترك، لكن تظل المحادثة الطريقة الأساسية التي نستخدمها للتواصل، فالمحادثة هي لُبّ قناة التواصل.
وبتأمل كلمة محادثة؛ نجد أنها مشتقة من كلمة لاتينية، وتعني “أن تتجول مع” وهي دعوة لمشاركة أفكارك مع من حولك في صورة محادثات.
والمحادثات هي رقصات لفظية، مثلها مثل أي رقصة، فالمحادثة لها قواعد وحركات قياسية، حيث تتيح لنا هذه القواعد أن نتحرك معاً بشكلٍ أكثر تناغماً دون أن ندوس أصابع أقدام الآخرين، أو أن نخرج بعيداً عن إطار الرقصة.
ومن أجل إجراء محادثات جيدة، يمكنك العمل وفق القواعد الثلاث التي ذكرها “آلان باركر” في كتابه: “تحسين مهاراتك في التواصل”، وأول قاعدة هي (متحدث واحد بالتناوب) فمعرفة الوقت الذي تمسك فيه بطرف الحديث في المحادثة هي إحدى أهم المهارات المطلوبة عند إجراء المحادثة.
وثاني هذه القواعد الذهبية هي “مبدأ التعاون” ويتوفر هذا المبدأ عندما نقوم بالإنصات في المحادثة، عادة ما نصنع فرضية بسيطة، حيث نفترض أن كلاً من -المتحدث والمنصت- يحاول خلق تفاهم مشترك.
وهذا المبدأ يستلزم من صاحبه،أن يتجاهل -عن طيب خاطر- أي خطأ يرتكبه المتحدث، كذلك عليه أن يقوم بملء الفراغات بين الكلمات التي يقولها المتحدث. ويُقصد بملء الفراغات إتمام العبارات التي يلقيها المتحدث أو تأويلها بطريقةٍ ما.
كذلك يتطلّب مبدأ التعاون التزام المتحدث بثوابت المحادثة كما عبر عنها الفيلسوف اللغوي “بول جريس” وهذه الثوابت تتمثل في أربعة أمور:
قول الحقيقة، وقول شيء وثيق الصلة بالموضوع، والمساهمة بمعلومات كافية، والتحدث بوضوح.
وثالث هذه القواعد الذهبية نحو محادثة فعَّالة هي: إبقاء المحادثة في الطريق الصحيح باستخدام الطريقة الرباعية التي ذكرها “بول جريس” ، فمن الوارد أن يخرج المتحدث عن هذه الثوابت، لكن نعمل على إعادة المحادثة ثانيةً إلى طريقها الصحيح من جديد بلباقة فيها الكثير من الحكمة والحلم والصبر.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *