بان المشيب

بان المشيبُ بلحيتي و تغابى
هل بعد هذا بالهوى أتصابى ؟

*****

دار الزمانُ وكلُّ كأسٍ ذقتهُ
من كلِّ سُكرٍ قد بلغتُ نصابا

*****

هي أربعون وقد كفتني عبرةً
ماعدت أرغب نشوةً وعذابا

*****

هبني صبوت فمن يعيد ليالياً
يجمعن حولي الأهل والأحبابا

*****

بل من يعيد إليَّ زهو شبيبتي
بعيون ( ريمٍ ) لم أعدْ جذابا

*****

كانت تذوب بنظرتي وملامحي
وتقيم لي في قلبها محرابا

*****

كانت إذا ماقلت بيتاً أُطربتْ
وتُميلُ رأساً بالتغزلِ طابا

*****

هل ياتُرى لازلت أُعجِبُ ذوقها
أم أن شيبي بدّل الإعجابا ؟

*****

أم أن شعري لم يعدْ به بهجةٌ
قد مر بعدي من لديه جوابا

*****

آواه ياعمراً قضيتُ مغرّباً
ملت دمائي غربةً وسرابا

*****

والله ماجفتْ ولكنْ ضَخها
يحتاجُ قلباً مفعماً وشبابا

*****

من دمعي المنجوم عدت بدمعةٍ
آبَتِ السقوط وحولي الأغرابا

*****

الآن أذرفها وأخضب لحيتي
عَليّ بذاك لما بقى أتحابى

……………………………

✍️ عبدالكريم العفيدلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *