في حبهِ رمزٌ لكل وفاء

فقدنا قبل يومين الشيخ سعد بن عبدالله بن بريك ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ والفقيدُ تميز بالعلم والفقه والحكمة، وسجاياه الحميدة وبمكارم الأخلاق ولطف المعاشرة والكرم والجود والإحسان إلى الناس، وسخر الشيخ نفسه للمساكين والمحتاجين والمعسرين وبذل لهم جاهه في الشفاعة وقضاء مصالحهم ، وعهد منه احترام العلماء وتوقير ولاة الأمر والسمع والطاعة.

ولكن فئة شاذة من السفهاء استمرأوا الطعن في المشايخ والعلماء الأموات منهم والأحياء ، وجهلوا أو تجاهلوا أن احترام علماء الأمة ، وتقديرهم وإجلالهم ، ونصرتهم وموالاتهم -أحياءً وأمواتاً- عقيدة يعتقدها أهل الحق ، ودين يتعبدون به لله رب العالمين ، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(لَيْسَ مِنَّا مَنْ لمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ) (رواه أحمد والحاكم،وحسنه الألباني).

ومع شدة حزننا،وتألمنا لموت أحد طلبة العلم ؛ إلا أنه يلزمنا أن نعلم أنه ليس معنى موت واحد من الدعاة والمشايخ والعلماء ضياع الأمة ، وتوقف مسيرة الدعوة ، ففيما بقي من أهل العلم خير كثير ، وبلدنا بوجه خاص والأمة بوجه عام زاخرة بالكفاءات العلمية ، مليئة بالرجال المخلصين الذين يحملون مشعل الهداية -والحمد لله رب العالمين.

ولأسرة الشيخ أقول:أحسن الله عزاءكم وغفر الله لميتكم وادخر الله عنده جميل صبركم،وإن الدنيا دار زوال فلابد من لقاء الله،وإن لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار،ولا نقول إلا ما يرضي الرب (إنا لله وإنا إليه راجعون).

رحل البريكُ وما أشد إيلامهُ
للعلم و العلماء والأبناء

*********

سعدُ المفوهُ في المنابر إنهُ
للألمعي الفذُ في الخطباء

*********

برٌّ تقيٌ مُخلصٌ لبلاده
في حبهِ رمزٌ لكُلِّ وفاءِ

*********

فهو المحبُّ مع الولاةِ مناصحاً
وهو الشديدُ بلىً على الأعداء

*********

حَسَنَ الوفاءِ لدينه وبلاده
وإمامِه في حكمةٍ وولاءِ

*********

من ظلَّ في درْبِ الصلاحِ مُثابِراً
مُتجرِّداً عن فتنةِ الأهواء

*********

تباً لشانئه ومنقص قدره
من زمرة التصنيفِ و السفهاء

*********

يا آل سعد والحبيب فقيدنا
وفقيدكم ..ولنا كبير عزاء

*********

فالله يرحمه ويشكرُ سعيَه
ويُثيبُه في الأجر خيرَ جزاءِ

*********

ياربِّ أسكنهُ بعالي جنةٍ
واغفر لسعْدٍ يا مُجيبَ دُعاءِ

*********
✍️ عبدالمجيد العُمري

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *