محمدُ لبَّاكِ

يَا شامُ قد طالَ الأسى وتكاثَرَتْ
سُحُبُ الدُجى واسودَّ منهُ سماكِ

*****

لكنّ فيكِ من الكرامةِ عزّةٌ
شُدَّتْ خُطاكِ،فما ارتختْ قَدمَاكِ

*****

في كلِّ بيتٍ فاضَ منهُ شهادةٌ
تعلو وتكتُبُ مجدَ من رسّاكِ

*****

تبكينَ،لكنْ في البكاءِ مهابةٌ
زادتْ بهنَّ حلاوةٌ عيناكِ

*****

قد عادَ نورُ الخيرِ يجمعُ شملَها
والمنبرُ الأُمويُّ صاغَ رؤاكِ

*****

يا شامُ، يا نبعَ القصائدِ جَزلُها
وكرامةَ الأرواحِ ما أحلاكِ

*****

تتزيَّنُ الأيّامُ فيكِ كأنَّها
عادَتْ تُقبِّلُ بالرضا أبناكِ

*****

والنّاسُ من فرحٍ تهادَوا بسمةً
فيها الدعاءُ يُزِينُ وجهَ الشاكي

*****

في كلِّ زاويةٍ تضاحكَ موطنٌ
قد كان بالأمسِ الكئيبِ الباكي

*****

والكلُّ يشدو صادحًا بنشيدِهِ
وكأنَّهُ ما ذاقَ بُؤسَ أساكِ

*****

يا شامُ،هذا الفجرُ جاءَ مبشّرًا
بيديهِ شمسٌ أشرقتْ بهناكِ

*****

قومي افتحي بابَ السعادةِ، هاهمُ
من قد سقوا قلبَ الفداءِ دماكِ

*****

ولقد أتى الفرجُ العظيمُ بوقفةٍ
من سيّدٍ في طِبّهِ داواكِ

*****

نادتْ:أيا للعُرْبِ،هل مِن نخوةٍ؟
فأتى الجوابُ،محمّدٌ لبّاكِ

*****

أحيا السّلامَ على رُباكِ فأسبلَتْ
دمعَ السلامةِ والوفا عيناكِ

*****

طارتْ إلى الشامِ البشائرُ فانجلى
همٌّ،وعادَ السّعدُ يضحكُ فاكي

*****

ياربَّ فامنحْ شامَنا حرّيةً
سبحانَ من جعلَ الصمودَ رِداكِ

*****

وأدمْ لشامِ العزِّ ما تعلو بهِ
ويعودُ من هجر الديار يَراكِ

*****

واجعلْ لأرضِ القدسِ منكَ مواقفًا
تُدمي الطغاةَ،النتنَ والشاباكِ

*****

أسعدْ بفرحتِهم قلوبَ أحبّةٍ
جزعتْ لما قدْ حلَّ من إهلاكِ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
✍️ منصور العُمري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *