يَا شامُ قد طالَ الأسى وتكاثَرَتْ
سُحُبُ الدُجى واسودَّ منهُ سماكِ
*****
لكنّ فيكِ من الكرامةِ عزّةٌ
شُدَّتْ خُطاكِ،فما ارتختْ قَدمَاكِ
*****
في كلِّ بيتٍ فاضَ منهُ شهادةٌ
تعلو وتكتُبُ مجدَ من رسّاكِ
*****
تبكينَ،لكنْ في البكاءِ مهابةٌ
زادتْ بهنَّ حلاوةٌ عيناكِ
*****
قد عادَ نورُ الخيرِ يجمعُ شملَها
والمنبرُ الأُمويُّ صاغَ رؤاكِ
*****
يا شامُ، يا نبعَ القصائدِ جَزلُها
وكرامةَ الأرواحِ ما أحلاكِ
*****
تتزيَّنُ الأيّامُ فيكِ كأنَّها
عادَتْ تُقبِّلُ بالرضا أبناكِ
*****
والنّاسُ من فرحٍ تهادَوا بسمةً
فيها الدعاءُ يُزِينُ وجهَ الشاكي
*****
في كلِّ زاويةٍ تضاحكَ موطنٌ
قد كان بالأمسِ الكئيبِ الباكي
*****
والكلُّ يشدو صادحًا بنشيدِهِ
وكأنَّهُ ما ذاقَ بُؤسَ أساكِ
*****
يا شامُ،هذا الفجرُ جاءَ مبشّرًا
بيديهِ شمسٌ أشرقتْ بهناكِ
*****
قومي افتحي بابَ السعادةِ، هاهمُ
من قد سقوا قلبَ الفداءِ دماكِ
*****
ولقد أتى الفرجُ العظيمُ بوقفةٍ
من سيّدٍ في طِبّهِ داواكِ
*****
نادتْ:أيا للعُرْبِ،هل مِن نخوةٍ؟
فأتى الجوابُ،محمّدٌ لبّاكِ
*****
أحيا السّلامَ على رُباكِ فأسبلَتْ
دمعَ السلامةِ والوفا عيناكِ
*****
طارتْ إلى الشامِ البشائرُ فانجلى
همٌّ،وعادَ السّعدُ يضحكُ فاكي
*****
ياربَّ فامنحْ شامَنا حرّيةً
سبحانَ من جعلَ الصمودَ رِداكِ
*****
وأدمْ لشامِ العزِّ ما تعلو بهِ
ويعودُ من هجر الديار يَراكِ
*****
واجعلْ لأرضِ القدسِ منكَ مواقفًا
تُدمي الطغاةَ،النتنَ والشاباكِ
*****
أسعدْ بفرحتِهم قلوبَ أحبّةٍ
جزعتْ لما قدْ حلَّ من إهلاكِ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
✍️ منصور العُمري