قراءة في الذاكرة
قبل أن نغادر هذا المحور في المنشط الإنساني ، الذي تبنى عليه كل ركائز النهضة ، نستحضر – على عجل – بعض فعالياته التي نسيها التدوين ؛ ولم يبق منها سوى صور غير مؤطره ، يغطيها غبار الذاكرة ، ويمر عليها المتعاقدون كراما في المجالس الخاصة من باب استحضار وجودهم في زمن المعحزات .
كانت المدارس تقيم (مسارح ومسابقات – ومعارض فنية وتراثية – ودوري رياضي – وكشافه ، ورحلات ، ويوم للنظافة ، ويوم للشجرة …. إلخ هذه المنظومة التي تحبب وتعزز العملية التربوية ) وتختم عامها الدراسي بحفل كبير يشرفه مسؤول تعليمي على مستوى مدير التعليم ومديروا الإدارات المساندة للعمل التربوي ، ومنسوبي المدارس الأخرى من القرى المجاورة – ماسمي فيما بعد بالمراكز .
ومن طريف هذا النشاط : استنساخ برنامج ( طلابنا في الميدان ) الذي كان يقدمه الإعلامي الشهير بدر كريم على القناة السعودية الأولى .
ومن طريف هذا النشاط أيضا : تشكيل فريق طائرة من الأهالي يشارك في مباريات خارج خليص = رابغ مثلا .
ومن طريف هذا النشاط : إعداد برنامج للرحلات المدرسية يشمل – جولة استكشافية للمنطقة – ومباريات نهاراً ، وفي المساء : إلقاء كلمات – وأناشيد ومسابقات ثقافية ، وبدنية كشد الحبل ، وتبادل الهدايا التذكارية .
ولعل من أبرز هذه الأنشطة ماتبنته مدرسة أسامة بن زيد الإبتدائية من اجتماعات ، تمخضت عن تأسيس وتمويل نادي رياضي بخليص برعاية نجل الأمير ممدوح . مارس نشاطه لفتره بمقره بالعين العزيزيه .
ومن أبرز هذه الأنشطة حصول فريق طلاب ثانوية خليص على المركز الثاني بين المدارس الثانوية التابعة لمنطقة مكة – وليس تعليم جدة فقط- في المسابقة التي شكلت المناهج الدراسية غالب محتواها .
هذه إضاءات عجلى لا تسعفها الذاكرة في سرد النص لغياب ( المتن ) وغربة ( الهامش ) ومن يكتب قصة المدائن ؟!!! نقر بعجزنا عن تفصيل المجمل .
لكننا نسجل للتاريخ : أن ” الصفوف الأولى من الأطباء والمهندسين كانت من مخرجات ( معلمين ) أقصى تحصيلهم شهادة معهد المعلمين الابتدائي = مايعادل الكفاءة المتوسطة !!! وحتى تدرك جودة التعليم ؛ عليك أن تتخيل نظام الإختبارات آنذاك ، وصعوبتها ، ورهبة إجرائها .
هذه الملحمة التعليمية تاهت وسط الأقدمية ، وأنهار المتغيرات ، وبعض الجحود ، والغريب والعجيب : أننا نذكرها من باب ( الطرافة ) وباب اختزالها في وسائل العقاب .
محمد علي الشيخ
مقالات سابقة للكاتب