يبدو أن العديد من ردود أفعالنا العاطفية المتفجّرة ليست في الحقيقة استجابة للحظة الحاضرة.
بل أنَّها تراكُم لكل المرات التي كنا فيها في موقف مشابه، ولم ندافع فيها عن أنفسنا، أو نستخدم صوتنا، أو نُعبّر عن مشاعرنا بصورة صحيحة.
ونرى أن غالبية القرارات التي نشرع فيها تستند إلى عوامل عاطفية، وليست منطقية.
في المقابل، كثيراً ما نشعر بالرضا حيال شيء ما، ونتخذ القرار بناءً على ذلك، ولا يمكننا دائماً شرح سبب إقدامنا على ذلك، بل نشعر أنها كانت فكرة جيدة في ذلك الوقت فحسب.
وبناءً عليه؛ يمكن أن تكون 20 % من قراراتنا تعتمد على التحليل المنطقي للمعلومات، في حين أن 80 % من قراراتنا تعتمد على تأثير القناعات العاطفية.
ونجد أن الحالة المزاجية للوالدين، أو أحدهما؛ تؤثر على مشاعر الأبناء، وبالتالي على سلوكهم.
لذلك؛ فإن مدى قدرة الوالدين على إدارة مزاجهم، والتأثير على مزاج الأبناء لا يُعدُّ أمراً شخصياً فحسب، بل يصبح عاملاً مؤثراً في مدى سكون وطمأنينة الأسرة.
إننا عند النظر لكل هذه التأثيرات الكبيرة لمزاجنا؛ نجد أنفسنا أمام ضرورة قائمة إلى الوعي بالمزاج، ومقدار الأثر الذي يتركه إيجاباً، أو سلباً سواءً علينا، أو على من يقتسم معنا رغيف أيامنا.
والوعي بالمزاج يمكن أن يأتي على ثلاثة مقاييس تعطينا صورة تقريبية واضحة لمدى وعينا بمزاجنا.
وهذه المقاييس تتكون من ثلاثة محاور:
المحور الأول: الانتباه للمشاعر “المزاج”:
وهذا المحور يعكس قدرة الإنسان على الوعي بمشاعره.
المحور الثاني: وضوح المشاعر “المزاج”:
وهذا المحور يعكس فهم الإنسان لمشاعره ووضوحها.
المحور الثالث: إصلاح المزاج:
وهذا المحور يعكس قدرة الإنسان على تعديل حالته المزاجية.
سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي