هناك بعض الرجال وظيفتهم اقتناص الإناث في مجموعات الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي، والخلوة الافتراضية معهنّ في المحادثات الخاصة، بحجة عرض بعض الخدمات، أو إبداء الإعجاب بهن وبما يكتبن، هذا السلوك أصبح يثير القلق، حين يلجأ هذا الصنف من المتطفلين إلى طرح أسئلة محرجة على النساء، أو محاولة التودد والمغازلة بغرض التقرب ومعرفة أسرار شخصية لا شأن لهم بها، ولا يعلم أن خفايا تصرفاته تصبح متداولة بين الآخرين، فيشار إليه ببنان الازدراء عندما تشتكي منه إحداهن.
هذه التصرفات لا تعبّر عن أي سمة أخلاقية رفيعة ، بل تكشف عن ضعف في الوعي، وانحدار في السلوك.
الأسوأ من ذلك أن بعض هؤلاء إذا لم ينالوا ما يريدون من مودة أو تقرّب، انقلبوا إلى استخدام وسيلة التنمر والانتقاص، وربما وصل بهم الأمر إلى الإساءة، في صورة من صور التحرش اللفظي التي لا يقبلها عاقل ولا صاحب ذوق .
مثل هذا الخلُق المعيب لا يليق بأي إنسان يحترم نفسه ويصون كرامته، خصوصاً في عصر الجرائم المعلوماتية حيث لم تعد هذه الممارسات تمرّ بلا محاسبة، بل قد تجرّ على صاحبها عقوبات جسيمة.
ومن هنا تبرز أهمية الوعي والالتزام بالأدب في التعامل، فالمرأة لها حق في الاحترام، كما أن على النساء أيضاً أن يحفظن أنفسهن، وألا يفتحن أبواب التودد لغير ذي محرم، حفاظاً على سمعتهن وكرامتهن.
إن وسائل التواصل الاجتماعي وُجدت للتعارف الراقي وتبادل المعرفة والخير، لا للتحرش ولا للإساءة، ومن يسيء استخدامها إنما يسيء لنفسه أولاً.
فلنكن على قدر كبير من الاحترام المتبادل، والتعامل بوعي وأخلاق، فهذا هو ما يليق بإنسانٍ كريم في زمنٍ كثرت فيه الفتن.
والخلاصة :
⚠️ إن مضايقة النساء في وسائل التواصل الاجتماعي بالأسئلة الخاصة والتودد لهن سلوك دنيء ويُعد جريمة معلوماتية.
👈 إن من لم يصن لسانه وقلمه عرّض نفسه للعقوبة والفضيحة.
🔒 والنساء عليهن صيانة أنفسهن عن مواطن الريبة والتودد، وقطع الطريق على كل قاطع طريق.
ولو أن كل فتاة وامرأة حافظت على حدود التعامل مع الرجل، ومكثت داخل دائرة احترام الذات، واكتست حلة الحياء، لما وجدنا حالات من الشكوى بين الجنسين.
أحمد القاري
مقالات سابقة للكاتب