(1) الرحلة وفعالياتها:

… وذات مساءٍ جُدِّي، جاءني اتصال هاتفي من محبوب الجميع، وصديق الرحلات المعرفية، والمخطط الاستراتيجي/ سعادة اللواء ركن الدكتور أنور بن ماجد عشقي، صاحب مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية بجدة، يدعوني للمشاركة في رحلة سياحية/ ترفيهية/ تثقيفية إلى جبل الفقرة/ جبل الأحامدة مصيف أهل المدينة، من جبال الجنَّة الذي جاء ذكره في حديث نبوي ما معناه ” أن هناك جبلين لجهينة الأشعر والأجرد، هما من جبال الجنَّة لا تطؤهما الفتنة “.

ويؤكد اللواء ركن أن هذه الدعوة مقدمة من أحد رجالات الأحامدة الشيخ يوسف بن عوض الأحمدي من وجهاء قرية وجبل الفقرة، ورجل الأعمال في منطقة مكة المكرمة. وأن مجموعة من أهل جدة سوف يشاركون في هذه الرحلة ومنهم:

– المهندس هشام إسماعيل.

– الدكتور أحمد العطاس.

– الدكتور خالد كمال.

– الدكتور/ المهندس عمر بهاء الدين خاشقجي.

– الأستاذ المصور خالد خضر.

– الأستاذ محمد الشيباني.

كانت الخطة أن نرافق المهندس هشام إسماعيل في سيارته إلى أقرب نقطة قبل الصعود إلى جبل الفقرة. ولكن لظروف الأخ هشام إسماعيل تم الاعتذار وأصبحتُ وحيداً لا رفيق لي، فاضطررت إلى السفر بالقطار مساء الثلاثاء 27/1/1427هـ لأكون في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأسعد بالصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسلام عليه وعلى صاحبيه رضي الله عنهما.. وفي الموعد المحدد صباح الأربعاء 28 محرم 1427هـ وصلت إلى دارة الدكتور أنور عشقي بحي الجوار السكني انتظاراً لوصول بقية الرفاق.

وما هي إلا سويعات حتى وصل الأخوين فهد خضر ومحمد الشيباني وتم التوجه إلى حي بئر عثمان حيث تتواجد الحافلة التي ستقل الضيوف إلى الفقرة – جبل الأحامدة – وكان المشرف على الرحلة سعادة البروفيسور الأديب محمد أديب عبدالسلام!!

وتجمع القوم.. وتكامل العدد.. وبدأت المسيرة التي افتقدنا فيها الشيخ عبدالغني حسين – صاحب كليات الريان والوجه المديني المألوف والمعروف لظروفه الخاصة. وكنت أتمنى أن أكون في الحافلة لنستمتع بالحوارات والمناقشات طوال الطريق الذي يصل إلى ثمانين كيلومتراً من المدينة المنورة إلى وجهتنا/ قرية الأحامدة بجبل الفقرة، والتعرف على المشاركين وهم من رجالات المدينة النبوية أكثر من (خمس وعشرين) شخصية ثقافية وفكرية، والدخول معهم في حوارات فكرية وأدبية وعلمية تزيد من حصيلة الإنسان المعرفية، ولكن الدكتور أنور عشقي اصطفانا لنكون معه في سيارته الخاصة برفقة كل من المصور خالد خضر والأستاذ محمد الشيباني (حفظه الله).

وما هي إلا ساعتين تقريباً ووصلنا إلى أعلى جبل الفقرة لنجد مضيفنا الشيخ يوسف الأحمدي وجماعته في استقبالنا.. ويصل معنا الزملاء الآخرون ركاب الحافلة ونتجمع في قاعة مفتوحة وبإطلالة بانورامية على جبال الأحامدة ومزارعها وبيوتها المتفرقة ومزارعها المتدرجة والمشاريع السياحية التي ستنير وجه القرية في القريب العاجل إن شاء الله.

ودارت القهوة والضيافة العربية، وصبَّحونا بالفواكه المُنْتَجَة محلياً من مزارع الفقرة (البرشومي/ والتمرة الجبلية والتين/ الحماط، والعنب، والتفاح المحلي). ثم قدموا لنا وجبة إفطار شهية من جميع الأصناف الشعبية وفيها السمن البلدي، والعسل الفاخر الذي يشتهر به جبل الفقرة.

وبعد الانتهاء من المراسم الضِّيافيَّة، قمنا بجولة تعارفية وأحاديث جانبية وقصائد شعرية نبطية. وكان سادة الحديث هم: الدكتور أنور عشقي، والبروف محمد أديب، والدكتور حمدان راجح الشريف والدكتور عبدالرزاق الرميحي/ الناشط الإعلامي عبر وسائل التواصل والسوشيال ميديا، والأستاذ محمد سعيد الأحمدي صاحب المزرعة التي زرناها وتذوقنا من فواكهها المتعددة!!

ثم دعانا مضيفنا الشيخ يوسف الأحمدي إلى جولة سياحية للتعرف على المشاريع التي يقيمها في هذا الجبل المبارك/ فشاهدنا المسجد الجامع المسمى باسم إحدى زوجاته، وقاعة الندوات والمؤتمرات التي تتسع لأكثر من (خمسمائة كرسي)، والأدوار السكنية المتعددة التي تضم أكثر من أربعين غرفة فندقية بكل لوازمها السياحية، والشاليهات المتعددة في أطراف القرية وجبالها العالية. وكل ذلك يشي بنهضة سياحية مستقبلية مبشرة بالخبر والنماء في ظل الرؤية المباركة 2030 التي يقودها صاحب السمو الملكي ولي العهد أطال الله عمره!!

ومع اقتراب الساعة الواحدة تجمعنا لأداء صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً ثم دعينا لموائد الغداء العامرة بما لذ وطاب من كريم الضيافة وحسن الترحيب، وفي كل ذلك كان مضيفنا الشيخ يوسف الأحمدي – وبكل تواضع – هو المشرف على هذه التحركات بروح سمحة، وهمة عالية، وألفة صادقة، ومحبة ينثرها على الجميع، لاتشعرك بتميزه أو تفرده، ولكنه صاحب كاريزما محببة وروح اجتماعية، وحسن معشر. وإذا تحدث سمعت المعلومة المفيدة والتجربة الناضجة، والرؤية المتفائلة والمستقبلية.

رجل يبهجك بحضوره وعذوبته، لا تبدو عليه سيماء التعالي أو الطبقية، والتفاني في خدمة مجتمعه وقريته بما يجعله قريباً إلى فكرة القائد/ الخادم اتي عرفنا بها في كتابنا الجديد (القيادة الملهمة) الصادر عام 1446هـ.

 

يتبع في الجزء التالي ..

مقالات سابقة للكاتب