وبعد الغداء دعينا إلى قاعة الاستقبال المعدَّة للحفل الخطابي والفعالية الثقافية التي أدارها الأديب والمشرف المنسق لهذه الرحلة السياحية البروف محمد أديب وكانت فقراتها على النحو التالي:
– محاضرة تاريخية وقصيدة شعرية للدكتور يوسف العارف (أنا).
– كلمة عن المناحل الجبلية وفوزها في المسابقات العالمية وتكريم النحال الفائز بالمسابقة.
– كلمة الزراعة والمزرعة النموذج للأستاذ محمد سعيد بن ضويعن الأحمدي.
– كلمة للعقيد المتقاعد أحد أبناء قبيلة الأحامدة الذي بيَّن للجميع مدى انتمائه العسكري والثبات على قيمها وأخلاقياتها حيث قدم التحية العسكرية للواء ركن الدكتور أنور عشقي وقدمه للحديث قبله!!.
– كلمة ختامية للواء الركن الدكتور أنور عشقي.
– وعرض مرئي عن المشاريع السياحية التي يشرف عليها ويتبناها الشيخ يوسف بن عوض الأحمدي لتطوير جبل الفقرة سياحياً.
والجميل في هذه الكلمات والمشاركات الثقافية ما نشاهده من معالم ومظاهر اجتماعية تستحق الرصد والتحليل ومنها:
(1) ظهور المواطنة الحقيقية، والمحبة الصادقة لهذا الوطن السعودي الذي ننعم فيه بالأمن والأمان والتقدم والتعاون بين القيادة والشعب.
(2) حسن الانتماء القبلي والافتخار بالمكان من أبناء الأحامدة، وسكان جبل الفقرة واهتمامهم بتطويره وتحسينه ودعوة الناس إلى زيارته والتعرف عليه.
(3) الروح الجمعية، ونكران الفردية لبناء مجتمع متكامل يؤمن بالتشاركية والإسهامات المستدامة.
(4) حب الحياة القروية وبساطتها، والخروج عن المدنية وتبعاتها النفسية والعمل على التطوير والتنمية في ظل هذه القيم والمبادئ.
ولعلي أختم بالجمال الذي أحسسته وأنا ألقي ورقتي التاريخية وقصيدتي الشعرية، ومدى تفاعل الحضور من أبناء قبيلة الأحامدة مع الأطروحات التاريخية التي تعرف بالقبيلة ودورها التاريخي المعاصر، وكمية المعلومات التاريخية التي استقيتها من المراجع والمصادر المعاصرة وخاصة عندما تحدثت عن الرموز لتاريخية (آل جزاء، وآل مطلق، وابن محمود، وابن مضيان) وكلهم من قبيلة الأحامدة وقبائل حرب الذين قاوموا القوات العثمانية والمصرية، وانضموا للقيادة السعودية.
ولما ألقيت قصيدتي الشعرية وذكرت جبل الفقرة، وقبيلة الأحامدة ومميزاتها القبلية والخلقية ومنها الأبيات التالية:
سلام الله يا جبلاً تلاقى
بماء المزن فهو اليوم عالي
وفيك النخل والزيتون يُجْنَى
على كل الفصول ولا تبالي
وأهلك من خيار الناس قوم
(أحامدة) وتـنسـب للمعالي
(أحامدة) ويا طيب السجايا
إذا كان التميز في الخصال
وأن (الأحمديُّ) إذا تعزَّى
فطيب الأصل والخلق المثالي
وقف أحد الحضور من أبناء (الأحامدة) وشكرني على هذه القصيدة وما فيها من مدح وشكر طيب، وأهداني (عشرة كيلو من العسل الجبلي الفاخر الذي تنتجه جبال الفقرة) ووعدني بذلك، فجزاه الله خير الجزاء، ولازلت منتظراً وصول هذه الهدية التي لم أعرف صاحبها حتى الآن!! ولكن فيما بعد عرفت أنه الإعلامي/ دخيل الله عايد الأحمدي!!
يتبع في الجزء التالي ..
مقالات سابقة للكاتب