قراءة في الذاكرة
يعطي التمايز الثقافي بين المجتمعات دليلا على قابلية مجتمع ما للثقافة . والدخول إلى دوائر هذه القابلية مهمة المختصين في علم الاجتماع ؛ غير أنني أشير باقتضاب لبعض معطيات هذا التكوين الثقافي للمجتمع الخليصي .
تقع خليص عل طريق مكة – المدينة كمحطة يمر بها الآن ، أو يقيم حتى وقت قريب الراجلون والراكبون في طريقهم بين المدينتين المقدستين . وكان أدعى أن يحملون معهم أشياء تساعد على توليد شكلا ثقافيا ما .
وخليص كانت – إداريا تابعة لرابغ في معاملاتها الشخصية والإدارية والقضائية . ورابغ الساحلية استفادت وأفادت من تاريخها وموقعها . وفي خليص مايزيد على ( تسعة عشرة قبيلة ) ؛ وهذا ولد آحساسا حادا أثرى التنافس ؛ حتى أصبح المتعلم في قبيلة كالشاعر في أزمنة سابقة .
وهذه المرجعيات أسعفت خليص بما يميزها عن قرى أخرى لا تشاركها الظروف . ومن شواهد هذا التميز مايمكن أن نعلنه – إن جاز لنا هذا التعبير – بمصطلح الأوائل . ونعني به السابقون في مضمار التعليم ضمن المنطقة الجغرافية التي تقع في محيطها خليص =
١ – أول طبيب – الدكتور عبد المنعم حسن الشيخ ” أنف وأذن وحنجره ”
٢ – أول طبيبة – رمزية محمد الشيخ ” طب وجراحة العيون “
٣ – أول مهندس – عبدالهادي حسن الشيخ
٤ – أول دكتور أكاديمي : محمد إبراهيم الرايقي – عبداللطيف حميد الرايقي .
٥ – أول مدير لمركز الإشراف : عبد الرحيم مساعد المغربي .
هؤلاء ليسوا حصرا …. وإنما بدايات أولى قاربتها ، ولحقت بها أفواج من أصحاب التخصصات … وذوي الكفاءات الذين يسهمون بشكل فاعل وفي غير بخل لوطن لا يبخل .
محمد علي الشيخ
مقالات سابقة للكاتب