الدكتور عبدالمجيد الطيب في الأسبوعية : اللغة العربية تتفوق على كل اللغات

اختتمت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني ليلة البارحة الأربعاء الأول من شهر اكتوبر الحالي ٢٠٢٥م موسمها الثالث عشر بمحاضرة للدكتور عبدالمجيد الطيب عمر الأكاديمي وأستاذ اللغويات التطبيقية الانجليزيةالاسبق بجامعة أم القرى وبعنوان ( منزلة اللغة العربية من اللغات دراسة تقابلية)،وأدارها الإعلامي الأستاذ مشعل الحارثي ،وذلك بحضور جمع غفير من رجال الفكر والأدب والثقافة والإعلام ورواد الأسبوعية.

وفي بداية اللقاء رحب مدير الأمسية بالحضور ومقدما تعزيته في فقيد الوطن سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ رحمه الله، وداعيا إلى الاحتفال بالوطن وانجازاته في كل يوم وساعة تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين ،كما قدم مباركته لصاحب الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني حصوله على تكريم دار ومنتدى المفكر العربي بالقاهرة تقديرا لمسيرته العلمية و الأدبية والإنسانية .

ثم قدم بعد ذلك نبذة عن المحاضر الدكتور عبدالمجيد الطيب عمر وأوضح بأنه أكاديمي سوداني بارز و متخصص في اللغة الإنجليزية وعلم اللغة التطبيقي، وحصل على بكالوريوس اللغة العربية والإنجليزية من جامعة الخرطوم عام 1978، ودبلوم وماجستير في تعليم اللغة الإنجليزية من الجامعة الأمريكية ببيروت، ودكتوراه في علم اللغة التطبيقي من جامعة ويلز ببريطانيا، والدكتوارة في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية ثم حصل على دراسات ما بعد الدكتوراه من جامعات أمريكية مرموقة مثل جامعة أكسفورد ، وشغل مناصب أكاديمية بارزة في جامعة الخرطوم وجامعة أم القرى، وتخصص في تدريس اللغة الإنجليزية، كماحصل على العديد من الجوائز واوسمة الشرف المختلفة ، ومنها درع الأستاذ المثالي في تدريس اللغة الإنجليزية لطلاب الطب في جامعة أم القرى ، وصدر له كتاب منزلة اللغة العربية من اللغات المعاصرة دراسة تقابلية .

تلى ذلك الكلمة الترحيبية لصاحب الأسبوعية الأستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني التي أكد فيها على أن الضيف الذي قابله لأول مرة هذه الليلة في الأسبوعية مهموم ببناء نفسه، وأنه متعدد المواهب في مجال اللغة العربية وتفسير القرآن، ونوه بتقديسه للعلم ولجوئه الى عزلة الإنتاج والتعليم، وأشاد أيضا بتعدد مداركه اللغوية ما بين العربية والإنجليزية وتعمقه في تفسير القرآن الكريم، و إبداعه في الشعر ، وأنه صاحب لغة شائقة رائقة انيقة كأناقة صاحبها.

وفي بدء محاضرته تقدم الضيف بالشكر للمقدم والمضيف وجميع الحضور، مُعرباً عن تشرّفه بالتواجد وسط جموع العلماء والمثقفين، وأثنى على دور وأهمية ومكانة المملكة العربية السعودية في رعاية العلم والعلماء ،ومايمتاز به شعبها من طيبة وكرم واصالة واخوة حتى أنه لم يشعر بالغربة طوال اقامته بالمملكة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن .

وأوضح في مستهل محاضرته مكانة اللغة العربية وما تمتاز به من قوة تركيبها ومفردلتها ودقة تعبيرها مقارنة باللغات الأخرى وانها لم تكن أداة للتوصيل بل وعاء للمعرفة والحضارة عبر القرون .

كما انتقد ما جاء في تعريف اللغات من تحريف وانها لا ترقى في بعض التفسيرات إلى حقيقة اللغة، ونشأة اللغة من القرآن الكريم ومنذ خلق آدم عليه السلام، وإنتقالها على ألسنة بنيه من بعده في أرجاء الجزيرة العربية والعالم أجمع، وأن معظم اللغات إندثرت وأعادوا إحياءها وعدلوا فيها الكثير، الا أن كل اللغات أتت من أصل اللغة العربية،وأن آلاف المفردات في العديد من اللغات تتفرع من العربية، واورد في ذلك العديد من الأمثلة والنماذج من لبعض المفردات .

وأشار إلى نقطة التحول الكبيرة لدراسة اللغة العربية بعد ان وجد انه يصنف بعد دراسة اللغة الإنجليزية لخمسة عقود من غير الناطقين بالعربية ، مما جعله يعود لدراسة اللغة العربية بتعمق، وإستشهد بالتناقض بين سيباويه وموقفه حيث أنه درس العربية ل٢٤ عام فقط ولقبوه ب “شيخ النحاة”، وشدد على أهم ما يميز اللغة العربية من أن معظمها تكتب كما تنطق، عكس اللغات الأخرى التي وصلوا لهذا الأمر بعد عقود كثيرة.

وإستطرد قائلا انه على إختلاف الصرف في الكلمات بين العربية واللغات الأخرى، فأن جميع المفردات في العربية كلها تصرف على أسس ثابتة ومعلومة تراثيًا، بالإضافة إلى التمييز الرباني لها بالوضوح والبيان، وأن تكون سهلة ويسيرة التعلم، حيث أنها صفة خلقية في العقل البشري منذ الولادة بالنظم اللغوي داخل العقل بشكل فطري، وأعلن عن نتيجة بحث وتجربة ميدانية لا يستطيع الإنسان إستذكار أكثر من ثلاثة أرباع صفحة من لغة لا يتحدثها ولمدة 72 ساعة كحد أقصى ثم تختفي، بعكس العربية وهو ما يبين الإعجاز الرباني في حفظ اللغة العربية بحفظ القرآن الكريم .
وأردف بأنهم قاموا بالبحث هل هناك لغة إتصفت بالإبانة كاللغة العربية ولم يجدوا، وكونها تتميز عن غيرها في هذا الأمر، بأن اللغة العربية تحتاج إلى مساحة زمنية كبيرة للنقاش فيها.

وبعد ذلك تم فتح باب الحوار مع الضيف التي شارك بها كل من د محمد سالم الغامدي، د محمود الثمالي، أ مداوي القحطاني، المخرج عادل زكي، د سليمان النملة، د إسماعيل كتب خانة، د دخيل الله الصريصري الجهني، أ سعيد الحميدان، د يوسف العارف، م سعيد فرحة الغامدي، د. عبدالله الحميد، الإعلامي نزار العلي .

ثم أجاب المحاضر على المداخلات والأسئلة باستفاضة، موضحا بأن سيدنا إدريس هو أول من تعلم الأبجدية بحروفها ال 28، وأن اللغات في طريق نموها تعرضت للعديد من المشاكل ومن حسن حظ اللغة العربية أنها لم تتعرض لهذا الأمر، وأن العربية محفوظة إلى يوم الدين ولن تندثر بالذكاء الإصطناعي أو بغيره من وسائل التواصل الحديثة ، كما سلّط الضوء على رضوخ الغرب للإستفادة من اللغة العربية لما لها من ثقل وتراث كبير، معللا ذلك بان فخامة اللغة العربية تاتي من إبانتها والتفرقة بين الأصوات والحروف، ومشيرا الى أنه يعمل الآن على الانتهاء من معجم به 13 لغة تعيد مصطلحات تلك اللغات إلى أصلها العربي، ومجيبا على احد التساؤلات بأن أهل قريش هم أصل الفصاحة لما وهبهم الله من أسبقية وتمكن، ومؤكدا على تُقدم اللغة العربية وانها تعتبر نموذجا للصمود والصلابة لما مرت به لم تتغير ولم تتبدل ، واختتمت الأمسية بتكريم د إسماعيل كتب خانة للضيف، وتكريم أ . حامد الشريف لمدير الأمسية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *