هو راغب وأنا لذاك مريد
وكلاهما للمنجزات عضيد
****
مابين رغبته وسطو إراداتي
سطع اليراع وإنكم لشهود
في نص العارف (الكتاب) تبرز ظاهرة الثنائيات؛ بدءًا بالعنوان (أبو الشيماء، المثقف المستنير) وكان أحدهما كافيا، ولما ندلف للعنوان الداخلي نجد تحته عبارتي (قراءات تتبعية، ومقاربات نقدية) ثم نجد في مدخله (أبو الشيماء.. والقوافي النديات) ونجد مقدمة وتقديم، بل إنه أغرى بالثنائيات د.مدني علاقي ليأتي عنوانه متناغما (بين طيب وبين عارف)، ومن الثنائيات كذلك: الشيماء.. انبثاقاتها التراثية ودلالاتها الثقافية، وفي المحور السادس (قراءة تحليلية ومقاربة تفتيقية) ثم نأتي إلى أهم ثنائية في نص العارف في مقدمته (أنا.. وأبو الشيماء) وثنائية أخرى (هو يرغب.. وأنا أريد) وهذه العبارة ذات حمولات متعددة ودلالات عميقة، فهي تجمع ضميرين أحدهما للغائب (هو) والآخر للحاضر (أنا) وتجمع فعلين أحدهما دال على نزعة نفس أو خفقة قلب (يرغب) والثاني دال على قوة ووعي وتصميم على الفعل (أريد) والإرادة لابد أن تشمل الرغبة، والجملتان تحملان الغياب والحضور (هو يرغب) (وأنا أريد) وكما افتتح الكتاب بثنائية الغياب والحضور تلميحاً.

يختم العارف نصه بثنائية (الحضور والغياب) تصريحاً، ولايخفى على شريف علمكم تقديم الحضور هنا على الغياب، ولذلك قراءته، ولنا هنا أن نتساءل؟ فالسؤال بوابة المعرفة ما الحضور الذي انتهى إليه العارف في نصه؟ وما الغياب الذي يرغبه الطيب في مفتتح نص العارف من وجهة نظر العارف؟ هل هو في المسكوت عنه الذي يتطلع الدكتور العارف له بفضوله المعرفي؟ أم الذي يراه مرجحاً لدى الطيب ليلزم الصمت، فتغدو فكرته رغبة عابرة دون فعل، يقابلها إرادة طاغية من العارف لتوثيق التاريخ، تاريخ مرحلته بأحداثها ورجالها، أحسب أنني لو استرسلت في الأسئلة فلن أنتهي، ولكنها إلماحة سريعة بقدر السرور والاحتفاء بكتاب الصديق العزيز الدكتور العارف والسعادة الكبرى بالشخصية الوقورة التي كانت موضوع نص العارف وكتابه الوجيه والأديب محمد سعيد طيب!!
ولا أجد ما أختم به إلا نصًا يناغم النص العارفي (القوافي النديات):
أبا الشيماء!!
أبا الشيماء والحرف الشجي
يناغم رحلة.. صخب جلي
****
ينال الحمد (محمود) الخصال
(سعيد) حظه.. والسعد في
****
كــفاك الطــيب منـتسبا إلــيه
فإنـك (طيب)..نسب وفـي
****
خطبت برحلــة الأيام حــلـما
وبعض الحلم مطلبه شهي
****
تطارد فكرة بـيضاء تعــدو
ينافـح دونها إرث ٌ عصي
****
بجامح أحرف كم خضت حربا
وهاتـف ساحكم بالحـب حــي
****
جحيم الفكر.. إن يوما تنامى
بأرضٍٍ فكرة.. فجفـاها ري
****
ستبقى دون موعدها المرجى
أيهــنأ طاعــم واللـحم نــي؟
****
هـي الأيام ديـدنها احــتدام
أيا ظلماء دون الـفتـك ضي
****
فكـم ظـلـماء أثخـنها يـقـين
ففاض النور والظلماء طي
******
أبا الشيماء ما أبهى لقــاءًًً
تأنق حـبـه.. فأتى الوفي
****
بحكمة (عارف) يرويك نصا
يحــفـزه العـطاء اليوسفي
****
تلاقى الطيـبان فكـان غـرسا
جـنـيا.. والحضور به حفي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
د. سعد بن سعيد الرفاعي
15/ 4/ 1447هـ

مقالات سابقة للكاتب