دخيل الله الصريصري

د. يوسف العارف

(1) هذا العنوان ليس من بنات أفكاري!! ولكنه استثمار (غارفي) في منجز معرفي، صدر للتو حديثاً/ كتاب يحمل العنوان التالي: السعودية ورؤية 2030 مقاربات تنموية وتحولات معرفية!! ومؤلفه الدكتور/ الزميل دخيل الله بن حمد الصريصري الجهني، وصدر عن دار زياد بن دخيل الله حمد الجهني للنشر والتوزيع في العام 1446هـ/2025م.

   ويعرفه المؤلف: بأنه كتاب يوثق لمسيرة المملكة العربية السعودية المعاصرة، من خلال التحولات الكبرى والقفزات المعرفية والتقنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تحققت منها، وما ينتظر تحقيقه وصولاً لأهداف رؤية 2030″ ص11.

***

(2) والكتاب يتجه نحو (الأكاديمية) كونه يتبع منهجاً وصفياً تحليلياً، يبدؤه بتساؤلات الدراسة وأهدافها وغاياتها، معرجاً على الأهمية بجوانبها الأكاديمية، والتنظيمية العملية، والمستقبلية ومعرفياً بأدبيات الكتاب، من حيث التثاقف الفكري لبعض المنجزات المعرفية في هذا الجانب العلمي والمعرفي، مستعرضاً (ثمان) دراسات سابقة مؤسسة لهذا المجال وتعالج مسائل الكتاب وأطروحاته ومباحثه وتعريفاته ثم ينتقل بنا المؤلف في تسلسلات موضوعاتية، عبر فصوله (الخمسة) التي يتناول فيها:

(1) التحول التقني.

(2) القيادة المؤثرة في كل التحولات المعرفية.

(3) الذكاء الاصطناعي والقلم الآلي.

(4) الابتكار والأمن السيبراتي.

(5) سد الفجوة الرقمية.

   وكل هذه المباحث/ الفصول، تؤكد قدرة المؤلف/ الكاتب على سبر أغوار الموضوع المتعددة مسالكه، والوصول – باحترافية بحثية عالية – إلى النتائج المتحققة على أرض الواقع في بلادنا السعودية التي عاشت هذه التحولات التنموية والمعرفية وأصبحت أنموذجاً عرفياً يمكن القياس عليه من حيث الخصوصية والتميز والارتقاء الحضاري.

***

(3) وكأني بالكتاب والكاتب المؤلف يمقلما من أرضية معرفية حضارية/ معاصرة (ثلاثية المتن والمضمون) وهي كالتالي: الأولى الرؤية الوطنية السعودية 2030 التي حلقت واقعاً جديداً، واستشرافاً مستقبلياً منذ أن أعلنتها القيادة السعودية في العام 2016م والتي تمثل خارطة طريق طموحة تركز على مكامن القوة لهذه البلاد السعودية فهي ذات عمق عربي إسلامي، وهي ذات قوة استثمارية، وهي صاحبة موقع استراتيجي!!

   واستثماراً لهذه المعطيات جاءت الرؤية – في صياغتها ومشاريعها – متكاملة تعيد هندسة الاقتصاد والمجتمع على أسس الابتكار والاستدامة واقتصاد المعرفة/ إنتاجاً وصياغة نموذج رقمي يعكس الهوية السعودية، وتوطين التطورات التقنية المتسارعة في ثقافتنا العملية والنظرية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأمن السيراني والاقتصاد الرقمي.

   والثانية القيادة الفاعلة والاستشرافية القادرة على التغيير وامتلاك الكاريزما القيادية/ الفعالة التشاركية/ المنتجة القادرة/ على إحداث التغيير وبلورة التحولات والقيادة الملهمة/ المحفزة/ التي تعيش في المستقبل متجاوزة الآن والحاضر.

   وثالث تلك المنطلقات الفضاء التقني والعالم الرقمي والمستقبل المتشظي بين ثورات الذكاء الاصطناعي، وفعاليات المجتمع المعرفي، وما أحدثه ذلك من تحولات تقنية وآفاق معرفية ومجالات الأمن السيراني.

  وعبر هذه (الثلاثية المضمونية) تتشكل بنية الكتاب وفضاءاته المعرفية، ويأخذنا الكاتب في مناقشات جادة واستنتاجات تفاعلية، وتوصيات ختامية تبين الجهد الكبير المبذول في الدرس والباحث والاستقصاء والتحليل الأطروحات الكتاب المتنوعة.

***

(4) ومن كل تلك الفصول والتفريعات يؤكد لنا المؤلف أن “ما تشهده المملكة اليم ليس مجرد تحول رقمي، بل تحول ثقافي وفكري عميق، يعيد تعريف العلاقة مع المعرفة ويعزز قيمة الإنسان بوصفه الفاعل المركزي في التنمية والاستثمار في العقول، وتحفيز بنية الابتكار، وتمكين الكفاءات جميعها مقومات تضع اسعودية في صدارة المشهد الرقمي” ص177.

   وبذلك نجد أنفسنا أمام كتاب صادق في نتائجه وغاياته، مثمر في توجهاته وموجهاته، ومتزن في مباحثه وفصوله، ومنهجي في مناقشاته وتحليلاته، بحيث نستطيع التأكيد على أن الكتاب ذا قيمة معرفية وصالح لصناع القرار، والمديرين التنفيذيين، والقيادين المستنيرين، وفوق ذلك الأساتذة الأكاديميون، وطلاب التعليم الجامعي والثانوي ومع كل أولئك السادة والسيدات حملة القلم والفكر الثقافي وخاصة فيما يتعلق بالخلفية الثقافية والتاريخية والإبداعية.

   إنه كتاب يسد ثغرة في منطلقاتنا المعرفية والتربوية والقيادية، وسعيد بأن أقدمه وأعرف به لجمهورنا القارئ المتوثب للمستقبل بكل جديد !!

والحمد لله رب العالمين.

جدة: الاثنين والثلاثاء 14-1447/4/15هـ

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *