هيئة تقويم التعليم والتدريب إنجازات وطنية بمعايير عالمية

لم يكن التعليم يوماً ما رقماً هامشياً في مسيرة التنمية، بل أصبح عاملاً مهماً وحاسماً في تطوير المجتمعات وتنميتها من خلال تحقيق مستهدفاتها؛ لذا حظى التعليم باهتمام الدول وتسخير كل الإمكانيات المتاحة من أجل أن يكون شريكاً في تحقيق التنمية المستدامة من خلال برامجه وتطويرها وتحسينها من حيث الإعداد والتخطيط والتنفيذ والتقويم .

وقد اهتمت المملكة العربية السعودية بالتعليم بشقيه؛ العام و العالي، وتوفير الميزانيات اللازمة من أجل تحقيق أهدافه، وإعداد جيل متسلح بالعلم والقيم الوطنية، يحقق المهارات التي تتماشى مع العصر لاكتساب المعارف والمهارات والقيم ومهارات القرن الحادي والعشرين واقتصاد المعرفة.

ومن هذا المنطلق تم إنشاء هيئة تقويم التعليم والتدريب التي تسعى لتحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها، وهي رفع جودة التعليم والتدريب من خلال تقويم المؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية واعتمادها وفقًا لمعايير وطنية وعالمية، وتحسين مخرجات التعليم والتدريب عبر تطوير عمليات التقويم والاعتماد والتصنيف، وتقديم الدعم للمؤسسات التعليمية والتدريبية، وبناء نظام تقويم شامل يشمل التعليم العام، والتعليم العالي ، والتدريب التقني والمهني؛ لضمان تكامل وتناسق العمليات التقويمية، وتطوير المعايير الوطنية من خلال وضع واعتماد المعايير المهنية والأكاديمية للبرامج التعليمية والتدريبية والمؤهلات.

ومن خلال تلك الأهداف عملت الهيئة على توفير كل الوسائل الممكنة لتحقيقها، وذلك ببناء أدوات مقننة وطاقات بشرية مدربة ومؤهلة لقياس الواقع التعليمي، وإعداد التقارير الشفافة التي تشخص الواقع من أجل بناء الخطط والبرامج للتطوير والتحسين المستمر للعملية التعليمية في جميع جوانبها، وبالذات عمليات التدريس ونواتج التعلم.

ومن أبرز إنجازاتها على المستوى المحلي، تطوير اختبار القدرات والتحصيلي ورفعهما لمستوى احترافي وتقني، واعتماد مؤسسي وبرامجي للجامعات والكليات، وإصدار الإطار الوطني للمؤهلات، وعقد شراكات مع منظمات دولية مثل OECD وTIMSS وPISA لتقويم مستوى التعليم في المملكة مقارنة بالدول الأخرى.

كذلك من إنجازات الهيئة تطوير المعايير الوطنية لمناهج التعليم العام، و تنفيذ الاختبارات الوطنية مثل: القدرات العامة، التحصيلي، الرخص المهنية.

واعتماد البرامج الأكاديمية والتدريبية في الجامعات والمعاهد، وتحسين جودة المخرجات التعليمية والتدريبية على مستوى المملكة.

وتبني أفضل الممارسات العالمية في التقويم والاعتماد، وتطبيق مقاييس الجودة المعترف بها عالميًا في الأداء المؤسسي والبرامجي، والشفافية والموثوقية في نتائج التقويم والاعتماد.

فضلاً عن الأدوات المقننة التي تم إعدادها والاختبارات المهنية التي تسهم في رفع وجودة الكوادر الوطنية لتلبية احتياجات سوق العمل، وكذلك الاعتماد المدرسي، فهو اعتراف من الهيئة للمدارس الأهلية والعالمية التي تستوفي معايير الجودة بهدف تعزيز كفاءة المدارس، والارتقاء بجودة ممارساتها التعليمية والإدارية.

وكذلك الاختبارات الوطنية (نافس) التي تهدف لقياس الأداء التعليمي للطلاب في خطوة لبناء جيل منافس عالميا، وترسم خريطة للتطوير، وتفتح آفاقاً لتعزيز جودة التعليم وبناء رحلة متكاملة تحقق مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠.

ومن البرامج التي تعزز جودة التعليم ورفع كفاءة التعليم وتجويد عملياته أطلقت الهيئة برنامج ًصقر”، وهو تصنيف سعودي عالمي لمؤسسات التعليم العالي، وهدفه تعزيز جودة التعليم العالي لتحقيق التميز الأكاديمي، وتحفيز الأبجاث والتطوير والابتكار والتنافس العالمي.

ومما سبق، يتضح أن دور هيئة تقويم التعليم والتدريب دورٌ محوري ومفصلي في جودة التعليم العام والعالي والتدريب من حيث التخطيط والتنفيذ والتقويم للبرامج والاختبارات التي تشخص الواقع بموثوقية ومصداقية لمتخذ القرار؛ من أجل التطوير والتحسين من خلال أدوات مقننة وكوادر بشرية مؤهلة تم تدريبها بكفاءة لضمان دقة التشخيص والتقويم.

إن المجتمع يتطلع من خلال الهيئة أن تكون نموذجاً سعوديًا ريادياً عالمياً للاستفادة منه دولياً، بوصفه تجربة رائدة بأيد سعودية مبدعة.

دام عزك ياوطني ……

 
أ.د.محمد بن حارب الشريف الدلبحي
عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *