ألف وثمانون يوماً هي عمرها، هي في حساب الزمن ليست بشيء، فعداد الأيام لا تكاد تراه من فرط سرعته، لكنها مع ذلك تعد الأيام والليالي بهدوء يخترق المسافات، ويحترق معه كل معوق على الطريق يحول دون بلوغه.
تتماهى في الأخبار حتى يخيل لك أنك أمام مد من الحضور المتوهج، يسبر أغوار الأخبار والتحقيقات، ويأخذ في طريقه كل بنيات الطريق ولا يلتفت إلا كالتفاتة الصقر الذي يحوم حول الفريسة إمعاناً في تقصي الأجواء حتى يحسب لكل التفاصيل المهمة حسابها فتحديد الهدف مهم والأهم هو اختيار الوسيلة غير المكلفة فالوقت والمنافس لا ينتظران أحد!
هي في خطورتها تكاد تكون جمرة من لهب تحرق من يقبض عليها، تخترق الحجب، تحل ضيفاً يقدم وجبته بين يديه ودون عناء من المضيف، مع تباشير الصباح، ولا تخجل من الحضور المفاجيء في ساعة من ليل، أو في برهة من النهار، فهي تتسلل كتسلل الحب الى القلوب الخالية، هي تتسابق مع من بلغ من العمر عتيا وغطى رأسها الشيب بطاقية بيضاء من مثيلاتها الورقية الإلكترونية! لكنها امتطت صهوة جواد الجد والمثابرة فأصبحت في مقدمة الركب إخراجاً وتحريراً.
تلك هي صحيفة غران الالكترونية هامة إعلامية لها حضور ملفت لكنه في نفس الوقت مكلف ومكلف جداً، فالوصول لقمة النجاح صعب ولكن الأصعب هو البقاء في هذه القمة .. هناك تحديات تنتظرها من خلال الطرح المتوازن المفيد الذي أصبح عزيزاً مع الأسف مع تكاثر وتهاتف كثير من وسائل الإعلام على التفرد وهو حق مشروع لكنه ينبغي أن يكون مشروعاً فالأقلام تكتب وتحبر أخباراً ومقالات وتحقيقات لكن أقلاماً أخرى تسجل كل شيء (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فاليوم تسجيل وغداً حساب وحساب فقط.
محمد سعيد الصحفي – الكلية التقنية بجدة
للإطلاع على المقالات السابقة للكاتب … اضغط هنا
مقالات سابقة للكاتب