لنرتقي

شعرت بـسعادة وأمل وتفاؤل وأنا اشاهد بعض مشاريع التطوير والتنمية والبنى التحتية في “عسفان”, ومخطط “غران” وبعض أحياء “خليص”, خلال جولتي بـالسيارة بينهم. وبدأ لي أن “عسفان” فازت بنصيب الأسد وسبقت جاراتها في في السباق التنموي. لا أستطيع القول أن ما وصلت إليه تلك المشاريع حتى الآن نال الرضا الكامل للسكان وأهالي تلك المناطق لكن ما لا شك فيه أن هناك خطوات ملحوظة وملموسة في التطوير والتحسين جديرة أن تذكر ويشاد بها وتشكر. هناك تغيير وسعي ومحاولات للتطوير, وهدفها في النهاية هو الإرتقاء بالمكان والإنسان. أود ان أشير هنا إلى أن التطوير المثمر لا يمكن أن يكون للمكان دون الإنسان, بل أن بناء إنسان متعلم ومثقف وديَن وواعي هو بلا ريب أربح استثمار وأهم تطوير وأنجح تغيير.

إن تطوير الإنسان وبنائه لا تقوم به البلديات ولا تأتي به أمانات المناطق وإماراتها ، بل يقوم به أولاً الانسان نفسه بـنفسه. هي ببساطة دعوة .. دعوة للارتقاء بانفسنا، وبمجتمعنا، وبلادنا. وخير ما يرتقي به الانسان ويرتقي به مجتمعه ويعلو به شأنه وشأن بلده هو العلم. فبالعلم كنا وبالعلم نكون. ولو نظرنا إلى تاريخ الأمم لوجدنا أنه ما علت أمة وسادت على غيرها من الأمم إلا بعد أن تسلحت بالعلم قبل السلاح. ولم يدنو شأن امة بين الأمم إلا من بعدما انصرف افرادها عن العلم والمعرفة وانشغلوا بغيرها من الملهيات.

وكذلك الحال هنا فلن يعلو لنا شأن ولن نرتقي ببلداننا ومجتمعاتنا بدون العلم. لماذا لا نبني المكتبات قبل المطاعم والمعاهد قبل الملاعب والمدارس قبل الحدائق, ولماذا لا نقيم الجوائز والبطولات ونتنافس في العلم والمعرفة مثلما نتنافس في الرياضة والألعاب. نحن نعيش في عصر “الثروة المعلوماتية” التي لا يفصل بينك وبين المعلومة سوى ضغطة زر ، نحن نعيش في عصر يحمل فيه كل واحد منا “العالم كله” بين يديه ، أما في هاتفه الذكي أو في جهاز الكمبيوتر و”اللاب توب”.

إن اقتناء الكتب والدوريات وأدوات المعرفة والتعلم أصبح اكثر سهلة ويسر من أي وقت مضى. ولو نظر أكثرنا إلى جدول أعماله ومهامه اليومية لوجد أن جزءً كبيراً من وقته يضيع بدون فائدة ولا معنى…

كم هو مؤسف أن كثيراً منا يملك التقنية والتسهيلات والوقت والمال ولا يجود على نفسه بالقراءة ولو للساعات قليلة في اليوم !

اذا أخي واختي احزموا أمركم وخططو يومكم وابدؤا سعيكم وإبحاركم اليوم قبل الغد في بحور العلم والمعرفة ليشرق لكم مستقبل زاهر وحياة أفضل لكم وللأجيال القادمة.

 

يزيد عطالله بن عبدالمجيد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

9 تعليق على “لنرتقي

مربية

إن تطوير الإنسان وبنائه لا تقوم به …………
احزموا أمركم وخططو يومكم وابدؤا سعيكم ……..

موفق ….يزيد … نفع الله بك …..

ايجابي

ماشاء الله يايزيد
اطلالة جميلة منك ومقال رائع نسعد بوجود أمثالك من الأقلام الشابة المثقفة واصل العطاء ننتظر ابداعك القادم .

متذوق

أحسنت و أبدعت و تألقت

ابوملاك

بارك الله فيك إستمر ربنا ينفع بك

أبو معاذ- غران

نثرت في مقالك درر فأصبت عين الحقيقة
بارك الله فيك وزادك من فضله

أبو عبدالله

مقال جداً رائع لله درك يايزيد وضعت يدك على معضلتنا الحقيقية في بناء اﻻنسان حجر الأساس ف التنمية
وبمثل هذه المقالات اللتي تنشر الوعي بين الناس نتفائل ب غد مشرق خصوصا عندما يكتبها الشباب

ناجي

(إن اقتناء الكتب والدوريات وأدوات المعرفة والتعلم أصبح اكثر سهلة ويسر من أي وقت مضى. ولو نظر أكثرنا إلى جدول أعماله ومهامه اليومية لوجد أن جزءً كبيراً من وقته يضيع بدون فائدة ولا معنى)
اتفق معك في ما قلت مليون بالمية ماينقصنا وقت تنقصنا عزيمة ورغبة

في العمق

يُحكى في كتب الأدب أن رجلاً يُدعى يونس عكف على الجلوس عند الخليل بن أحمد ليعلمه العروض فلم يفتح الله عليه فعمد الخليل بن أحمد بالقول له ” قطع لي البيت التالي:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه
وجاوزه إلى ما تستطيع
ففطن يونس لقصد شيخه واتجه للنحو فاصبح علماً فيه حتى أنه كان يُنادى بيونس النحوي

بلا أدنى مجاملة لقد تفوقت بمقالك على من يكبرك عمراً وعلماً
إستمر في الكتابة فنحن أمام موهبة سيكون لها شأن إذا ماحافظت على هذا المستوى الرائع من الكتابة

كاتب

رائع ما كتبت يا يزيد وأتمنى ما تمنيت وأن يكون قريبا بإذن الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *