يا هذا أشغلت من حولك …
لا أنت ممن عمل فيعذر …
ولا أنت ممن صمتَ فكان مقتدياً بهديه عليه الصلاة والسلام فليقل خيراً أو ليصمت …
أعرف أنك لا زلت تقطن في داخل زجاجة منغلقاً على نفسك لا تستطيع الخروج منها ، ليس لأنك كبير الحجم ليصعب عليك ذلك ، بل خوفك من مواجهة العالم الخارجي جعلك منطوياً خائفا داخلها ، تصدر أصواتاً فقط ، ليخرج صداها فرقعة بالخارج كألعاب نارية تشد الانتباه وما تلبث أن يتلاشى أثرها ، وكنت كمن قيل عنهم نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً
يا هذا
أيعقل أنك لا تعلم أن مجتمعك في تغير مستمر
أيعقل أن تسد أذنيك عن حاجات مجتمعك
أيعقل أن تناقض نفسك بين ما تفعل وما تقول
أيعقل أن تكون ممن ينطبق عليه قول الشاعر عنه
أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تنفر من صفير الصافر
عفوا وعذرا يا هذا ، لقد نسيت أنك داخل زجاجة، ترى صوراً ولا تسمع خبراً
لكن ما يدهشني يا هذا هو أنك ترى صوراً بالخارج تتغير وخلية نحل تتحرك وتعمل ، ولم تحدثك نفسك على تحطيم تلك الزجاجة لتشارك معهم في البناء !!!
ولم نلمح بوادر أمنية تحلم بأن تأتيك قوة تحطمها لتخرجك قسرا منها ، ليتبدل حالك من الحديث في عالم الفراغ الذي لا ينمو به نبتاً إلى عالم الحياة لتنبت وتخرج أطيب الثمر!!
لتعلم يا هذا وتتأكد أنه سيأتي يوم .. وتتهشم فيه تلك الزجاجة ، وستخرج منها وستصارع من تصارع وسيكون الأمر مختلفاً والأمل ضعيفاً.
حينها ستعرف أن تلك الأيام التي أمضيتها بالداخل بنت حاجزا من الخوف لمواجهة الآخرين .
حينها لن يكون لديك الصحة الجيدة ولا الوقت الكافي وإن وجدا فإنك ستتألم لأن صوتك وقلمك لن يساعداك ،فهما لم يتمرنا ولم يكن لديهما الخبرة الكافية فلقد تربيا في حيز ضيق ، فالأمر أتى متأخراً ولم يكن برغبتك .
فألحق الركب يا هذا ، وأخرج لعلك أن تصيب من خيري الدنيا والآخرة بالعمل الجاد النافع لمن حولك (فخير الناس ، أنفعهم للناس)
أخيرا يا هذا لا تطالب من العام الجديد أن يكون أفضل ،
لكن كن أنت الأفضل فيه
فأنت من تتغير
أما هو فيزداد أرقاماً .. وينقص أعماراً
وكما قيل البدايات فرصة لإعادة ترتيب حياتك ..
سارة صالح الصحفي
مقالات سابقة للكاتب