الاستجابة ورد الفعل

المتأمل لحال كثير من الناس؛ يجد أنهم يميلون في أكثر سلوكهم على ردود الأفعال أكثر من المبادرة لابتكار أمرٍ ما، أو على أقل حال على استجابةٍ جيدة يكون مردودها حسناً عليهم.
يقول عالم النفس روللو ماي:
“تتضمن الحرية الإنسانية قدرتنا على التوقف، واختيار نوعية الاستجابة التي سنقوم بها”.
إنّ الذين يستمتعون بزيادة إبداعهم على مر الأيام يسعدون عندما يتعلمون الفرق بين رد الفعل والاستجابة.
يحدث رد الفعل عندما تتلقى رسالة تصيبك بالغضب أو الإزعاج؛ فترد برسالة غاضبة تزيد العلاقة سوءاً، أو عندما يتحدث أحد الزملاء عن فكرةٍ ما؛ فترد عليه بسخرية.
إن تلك هي ردود فعل عاطفية تفتقر للباقة والكياسة، ويغلب عليها التباهي مع الانتصار للنفس أكثر من المحافظة على ود تلك العلاقة.
فإذا كنت بصدد تكوين علاقات عظيمة ومتينة في حياتك الشخصية والعملية؛ فعليك أن تبدأ بالاستجابة وليس برد الفعل.
فالاستجابة هي إبداعٌ مبني على ما تريد أن تكون عليه العلاقة، وليس مبنياً على ما يقوله الطرف الآخر. فعلى الإنسان أن يقدم قيمه الحياتية في التعامل مع من حوله على مشاعره اللحظية السلبية. وكما أشار (روللو ماي) يتلخص الأمر في تعلم كيفية التوقف.
فمن غير الحكمة أن تمارس رد الفعل العاطفي أكثر من ممارسة الرد العقلاني، في حين لو أنك مارست التوقف، وركزت على التزامك بقيمك في ألَّا ينزلك أحد عن مستواك الذي ارتضيته لنفسك نتيجة موقف ما؛لأمكنك ذلك من رؤية القيمة الأخلاقية في ألَّا تأخذ أي أمرٍ على محمل شخصي، ولاتسعتْ مساحة العلاقة الجيدة، وأُضيئتْ قناديل الود في طرقاتها.

سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

23 تعليق على “الاستجابة ورد الفعل

نفاع مهنا ماضي الصحفي

من أجمل و أقوى المقالات بكل تأكيد .. شكرا أخي سليمان ، و في انتظار المزيد فنحن بحاجة لمثل هذا الرقي في التعامل بيننا و لتجنبنا الكثير من المشاكل .

عارف البشري

تزداد تألقاً وإبداعاً ي صديقي سليمان تتحفنا في جميع امور حياتنا … تحياتي

أبوعابد

رائع جداً أستاذ سليمان
وأصدقك القول أنني من أولئك الناس الذين تغلب عليهم عاطفتهم في الرد وكثيرا ما أشعر بالندم على تسرعي في الرد وأجد أنني قسوت على صاحبي انتصاراً لنفسي.
والله لقد استفدت من مقالك هذا استفادة كبيرة وبإذن الله سوف أعمل على تعديل سلوكي من هذه اللحظة.
شكراً لك من الأعماق.
اقتباس “فإذا كنت بصدد تكوين علاقات عظيمة ومتينة في حياتك الشخصية والعملية؛ فعليك أن تبدأ بالاستجابة وليس برد الفعل.”

أ. نويفعة الصحفي

موضوع قيم جدا ونحتاجه في حياتنا ..
وللأسف يحدث أحيانا أن يندم الانسان على ردود افعاله ، والتي لم يتحكم فيها جيدا ، اما بسبب العاطفة ، او التسرع في اتخاذ القرار ، او بسبب تراكمات مسبقة . وهذه حقيقة يعاني منها الكثير …
ولكي نكون مبادرين ، واصحاب ردود عقلانية ، لابد لنا من الاستفادة من التجارب التي نخوضها بانفسنا ، سواء اصبنا فيها او اخطأنا ، فكلها دروس تعلمنا الكثير .. ونستفيد من اصحاب الفكر الانساني في مجتمعنا امثال د. سليمان البلادي ..
ولعلنا نعي جيدا انه من لا يستطيع إدارة مشاعره لا يستطيع إدارة أهدافه المستقبلية، و”بخاصة ونحن نعيش عصرا تكثر فيه الضغوطات وتسارع الأحداث ، مما يساهم بدرجة كبيرة في زيادة نسبة التشويش النفسي للكثير منا ،
ولهذا علينا أن نعي أن لكل انسان قيمة شخصية ، والحياة تكون أفضل بكثير عندما نعرف قيمنا الشخصية ، وبالتالي نخطط ، ونقرر ، ونعيش وفق تلك القيم ، لا كسفينة تقودها الرياح ..ونؤدي رسالتنا مبادرين بحكمة لا وفق التأثيرات والتغييرات التي قد تزاحمنا بين الحين والآخر ..
حقيقة وقفة واستفادة جمة د. سليمان شكرا لك وننتظر منك المزيد ..
والشكرا لكم صحيفة غران الالكترونية على هذه الفكرة التطويرية الرائعة .. والتي تصب في نفع المجتمع
الإنساني ..فأنتم الإبداع بعينه

مهنذس/ محمد الصحفي

روشتة الوعي فيها وصفه للتخلص من الانتصار للذات التي تغلب على البعض.
هذه احد روائعكم استاذ سليمان في تنمية وتطوير سلوكيات المجتمع

زكيه عبدالله طيب

ماشاءالله موضوع له قيمته الإجتماعية والنفسية..
الإستجابة وردود الأفعال تختلف من شخص لآخر وتلعب الخبرة والثقافة وحتى الحالة العصبية والمزاجية دور كبير فيهما ..وهذه فروق لابد أن نعترف بها ..ولكن علينا أن نتعلم كيف يمكن التحكم في ردود افعالنا حتى لانخسر الأخرين بسرعة الرد أو الخروج عن المألوف والمعقول..كما ويجب أن لانجاري الآخرين في ردود أفعالهم حتى لانحسر أنفسنا .في لحظة غضب .
بالتوفيق أستاذنا الفاضل سليمان وننتظر منك المزيد من العطاء فنحن في زمن الغربة نحتاج إلى إضاءات تنير الدرب

عبدالله المزمومي

روشتة وعي اسم ع مسمى
شكراً لك

متعب الصعيدي

الأستاذ سليمان متميز في مجاله
وقد قرأت له كتاب رحلة في ذواتنا واستفدته منه خاصة في موضوع تعزيز الثقة
وانضمامه لصحيفة غران يعتبر مكسبا كبيراً للصحيفة ولمتابعيها
وسوف يثري مجال تطوير الذات وهو مجال مهم جدا لا غنى لأحد عنه.
متابعين ومستمتعين وشكرا لكم

عواطف البشري

شكرا لك أخ سليمان على المقال
كلامك حقيقي لكن عندي استفسار حتى لا يكون هذا الكلام مجرد كلام نظري. الاستفسار هو هل يمكن التحكم في العواطف والسيطرة عليه بهذه السهوله لأن ردة الفعل تأتي سريعة من غير شعور نتيجة استفزاز أو تعدي على الاسنسان فما يكون هناك وقت للتفكير.

د.فيصل ابراهيم الصحفي

مقال يوصف الحال بكل تفاصيله ….ومتميزا في طرحك استاذ سليمان …..

والحلول لكيفية التعامل في ردود افعالنا اتجاه كل ما يقابلنا في حياتنا اليومية .

ويبقى كل شي جميل بهذا المقال …. لكن يبقى الأهم وهو التطبيق حيث أننا نتأثر بكل ما نقرا ويكون تأثير ذلك مؤقتا بسبب عدم وضع الخطة المناسبة والدافعية لتنفيذ ذلك وتغير حياتنا وسلوكيات للافضل ولكن عسى … مع كثرة التعلم والاستماع والقراءة تساهم في تعديل السلوك.

ودمتم بود.

ابو سعد الصحفي

روشته وعي لمن يعي
شكووووووورا استاذ سليمان

ابراهيم مهنا

شكرا استاذ سليمان على هذا الطرح الجميل
ولاشك أن استجابتنا لأي مؤثر سيعقبها ردة فعل وهنا يتمايز الناس في ردود أفعالهم بحسب النضوج العقلي وبحسب قيمهم ورقيهم ووعيهم ،،،،،،
شكرا من الأعماق ومزيدا من العطاء فقد أحدثت استجابة رائعة لقراء المقال

محمد صامل الصبحي

منطقٌ سليمٌ .. وفكرٌ واعٍٍ .. ومنهجُ حياةٍ مُتّزنةٍ ..
ومسروعٌ للمصالحةِ مع الذاتِ ومع الآخر في ذاتِ
الوقت .. شكراً للقلم الواعي الذي خطَّ هذه الرُّوشتةِ
الحياتيةِ الرائعة .. ودُمتُم جميعاً سالمين معافين .

محمد الرايقي

وصفة وعي بل رسم خارطة طريق
استفدنا من الوصفة الأولى وكلنا شوق للسبت القادم لنقرأ المزيد من هذا الإبداع .
فتح الله عليك يا أستاذ سليمان بالعلم النافع والمفيد

الانصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روشته نشهد لها بالفائده والله خير الشاهدين ونسال الله ان يعم الحب والخير والاحترام جميع افراد المجتمع وكل الشكر والتقدير للاستاذ الفاضل سليمان وجزاه الله كل خيرا على هذه التوجيهات والنصائح
قال تعالى ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ))
يقول فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في تفسير هذه الايه الكريمه ان عباد الرحمن وصفهم الله بانهم متواضعين وليس متكبرين ولايردون على الجاهل بكلام لا يناسب بل يردوا عليه بكلام طيبا
هؤلاء هم عباد الرحمن الذين ذكر الله صفاتهم وخصالهم سكينة ووقار و تواضع لا تكبر ولا احتقار ولينن في الخطاب نسال الله ان نتشرف بالانتساب اليهم

كل الشكر والتقدير للصحيفه والقائمين عليها على افكارهم الابداعيه في تنوع المواضيع والتركيز على قيمه المحتوي وما يبذلونه من جهد بعيدا عن المحسوبيه والمناطقيه حتى اصبحت صوت المحافظه ومراكزها تحية اجلال وتقدير للاستاذ الفاضل صاحب الخلق الرفيع الاستاذ احمد الصحفي وفريق عمله المحترمين

محمد الصحفي

بداية أشكر الأستاذ سليمان على مايقدمه
وأشكر الصحيفة على استكتاب الكتاب المميزين أمثال الأستاذ سليمان
وثانياً اتمنى من التعليم الاهتمام بموضوع تطوير الذات فهو والله أهم من كثير من المواد التي يتم تدريسها للطلاب ولا أعرف لحد الآن ماهو السبب في عدم الالتفات لهذا الجانب المهم في حياة الطالب.
وإن شاء الله نرى قريبا مادة تطوير الذات ضمن مناهج التعليم. وشكرا لكم

نفاع مهنا ماضي الصحفي

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أوصني يا رسول الله ، فقال : لا تغضب ؛ فردد فقال : لا تغضب .
يعني و بأبسط عبارة ” امسك أعصابك ” و إلا فكلنا نغضب .

4u

رد الفعل بالفعل محكوم
والأثر تابع لما يثيره
واللي يتوقف قليل اليوم
ويضبط على الكيف تعبيره

د.خديجة الصبَّان

جزاك الله خيرًا دكتور سليمان.
لَفْتُ الانتباه إلى هذا الموضوع في غاية الأهميِّة، فردَّاتُ أفعالنا كثيرًا ما تتسبب في حدوث ما لا نقصده ولا نرغب في حدوثه من تأثيرات سلبية على علاقاتنا وبالتالي نفسيَّاتنا.
والمشكلة أنَّ كثيرًا من الأسر تعمل على تغذية ردَّات الأفعال العنيفة لدى أطفالها، وينتج عن ذلك تطاول الأطفال وتجاوزهم الحدود، حتّى مع مَنْ ينبغي لهم التوقير، من معلمين وغيرهم، بل قد يمتدُّ ذلك إلى مَنْ غَذَّوْا فيهم ذلك السلوك، وهم الوالدان وغيرهم.

محمد المحلبدي-جدة

السلام عليكم ورحمة الله
معلومة مفيدة مختصرة أشكر الكاتب عليها جزاه الله خير
نحتاج لمثل هده التوجيهات لتصحيح تصرفاتنا مع بعضنا وبناء علاقات إنسانية تليق بنا كأمة محمدية.
مقال موفق جزاك الله خيراً الله خير وكثر من أمثالك

أحمد المغربي

الحمدلله على السلامة أستاذ سليمان
والحمدلله على نجاتكم من الحادث المروري
وما تشوف شر آن شاء الله

أحمد بن مهنا

أولئك كالمرآة !
صافية المنظر ، لكنها تعكس وجه الناظر إليها ، وصورة مايعرض أمامها !
ومنهم الإمعات الذين إن أحسن الناس أحسنوا وإن أساء الناس أساؤوا … ويشبه أولئك صنف ثان هم أشبه بالأعلام على السواري ، تعجبك إذا رأيتها مرفوعة لكنها مع الريح أينما هبت اتجهت…!!
اكتب استاذ سليمان !
دمت موفقا.

سليمان مسلم البلادي

شكراً وافراً وامتناناً عامراً بالود والعرفان للجميع؛لجميل التعقيب،وجودة الطرح،وموضوعية التناول للمقالة.

بشأن السيطرة على ردود الأفعال وكيفية التحكم بها من قبل الإنسان،يوجد داخل الإنسان جهاز غير مرئي يسمى بمركز الإرشاد العاطفي،هذا المركز من أهم وظائفه،الوعي العاطفي الذي يرشدنا للاستجابة الجيدة للأحداث في حالة وضعه قيد التشغيل.
أما حين تشعر أنَّ هناك ثمة اضطراب داخلي؛فاعلم بأنَّ المركز لديك غير نشط ولابد من إعادة تنشيطه من جديد؛حتى تكون لديك الاستجابة هي الغالب في حياتك وليس ردود الأفعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *