المتأمل لحال كثير من الناس؛ يجد أنهم يميلون في أكثر سلوكهم على ردود الأفعال أكثر من المبادرة لابتكار أمرٍ ما، أو على أقل حال على استجابةٍ جيدة يكون مردودها حسناً عليهم.
يقول عالم النفس روللو ماي:
“تتضمن الحرية الإنسانية قدرتنا على التوقف، واختيار نوعية الاستجابة التي سنقوم بها”.
إنّ الذين يستمتعون بزيادة إبداعهم على مر الأيام يسعدون عندما يتعلمون الفرق بين رد الفعل والاستجابة.
يحدث رد الفعل عندما تتلقى رسالة تصيبك بالغضب أو الإزعاج؛ فترد برسالة غاضبة تزيد العلاقة سوءاً، أو عندما يتحدث أحد الزملاء عن فكرةٍ ما؛ فترد عليه بسخرية.
إن تلك هي ردود فعل عاطفية تفتقر للباقة والكياسة، ويغلب عليها التباهي مع الانتصار للنفس أكثر من المحافظة على ود تلك العلاقة.
فإذا كنت بصدد تكوين علاقات عظيمة ومتينة في حياتك الشخصية والعملية؛ فعليك أن تبدأ بالاستجابة وليس برد الفعل.
فالاستجابة هي إبداعٌ مبني على ما تريد أن تكون عليه العلاقة، وليس مبنياً على ما يقوله الطرف الآخر. فعلى الإنسان أن يقدم قيمه الحياتية في التعامل مع من حوله على مشاعره اللحظية السلبية. وكما أشار (روللو ماي) يتلخص الأمر في تعلم كيفية التوقف.
فمن غير الحكمة أن تمارس رد الفعل العاطفي أكثر من ممارسة الرد العقلاني، في حين لو أنك مارست التوقف، وركزت على التزامك بقيمك في ألَّا ينزلك أحد عن مستواك الذي ارتضيته لنفسك نتيجة موقف ما؛لأمكنك ذلك من رؤية القيمة الأخلاقية في ألَّا تأخذ أي أمرٍ على محمل شخصي، ولاتسعتْ مساحة العلاقة الجيدة، وأُضيئتْ قناديل الود في طرقاتها.
سليمان مسلم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي