ليس لدي وقت !

إجازة تستمر لمدة ثلاثة أشهر ،نشعر فيها بالحرية والسعادة ، فهي منحة لنا ، مقابل مجهودنا خلال عام دراسي حافل بالعطاء ، فيترك لنا حرية التصرف في هذا الوقت نقوم بكتابة فصوله كما نريد وكما نشاء.
وقد يسألك البعض هل خططت لإجازتك ؟!
فيتبادر إلى ذهن البعض أن التخطيط للإجازة قد يفقدها متعتها، ويفقدنا حريتها ، وأنه لايمكن الجمع بين التخطيط للإجازة والاستمتاع بها .وهذا فهم خاطئ إن الوقت يمربشكل بطئ على البؤساء فيشعرون بالملل والنزق (الطفش) لأنهم أهملوا أوقاتهم وفرطوا فيها فلا قيم عليا يسعون لها ، ولامهارات مفقودة لديهم يسعون لكسبها ، فالنظر للوقت بهذا الشكل يحبط البواعث الإبداعية ، ويدمر روح المبادرة .فالشخص العادي يجد أنه من الأسهل أن يتكيف مع متاعب الإخفاق بدلا من تقديم التضحيات التي تؤدي إلى الإبداع، والتفوق، والنجاح، وعلى العكس تماما فالأشخاص السعداء لامكان للملل عندهم فهم يقدرون قيمة اللحظة ويخططون لها، ويقومون بأستغلالها بالشكل المناسب . إنهم أعطوا للوقت صفة العمق فالوقت ثمين لهم إن إنجازات هؤلاء تحكمها روح الحماس والإخلاص فهم يؤمنون بما يفعلون ، وينجذبون تجاه أهدافهم باندفاع قوي لا يعترف بالمعوقات ، وقدكلفوا أنفسهم بمهمة يحبونها ، فعملهم ليس إلا تعبيرا عن رسالة تشع بالأهداف والغايات، وهذا هو التحدي الحقيقي لنا جميعا .إن حقيقة أن يكون لنا أهداف عالية سامية فإن ذلك يعني الحاجة إلى المزيد من الوقت ؛ لديك مهارات عديدة لتكتسبها ، لديك أقاربا أمرت بوصلهم ، هناك معارف تريد تحصيلها ، هناك أماكن جميلة تريد مشاهدتها ،هناك وهناك وهناك …العديد من الأشياء التي تنتظرك خلال الإجازة الصيفية . هل تستطيع أن ترتب هذه الأولويات حسب أهميتها كما يفعل المبدعون؟ . ولذلك تجد المبدع حينما تدعوه دعوة عابرة فإنه يقول لك غالبا (ليس لدي وقت ) إنه ببساطة مرتب لأولوياته ياسادة.

 

صالح أحمد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

7 تعليق على “ليس لدي وقت !

أبو جمان

مقال في منتهى الروعة، نحتاج من فترة إلى أخرى من يذكرنا بأهمية الوقت الذي يعبر عنه البعض حين فراغهم وهو يخاطب صديقه بعبارة ” خلنا نضيع وقت”، يجب توعية المجتمع إبتداءً من الأسرة بإستبدال هذه العبارة ب “خلنا نستغل الوقت”
بارك الله فيك إستاذ صالح

شكيل

لاستاذ صالح احمد كل الاحترام والتقدير

انا من سرق معرفي واصبح يرسل ردود باسم شكيل فانا ابرأ اللي الله من هذا الرد وهذا الشخص
واتمني من القائمين علي هذه  الصحيفة تدارك الوضع وهذه القضيه
فلا اسمح لاحد بسرقة اسمي وايميلي موجود لديكم 

مصهلل

الاستاذ صالح لك مني ارق التحايا
بخصوص الرد السابق والله لا اعلم من قام بكتابته
وقد اقتبس اسم مصهلل ولا اعلم ماهي نيته في ذلك

اتمنى من المسئولين في هذه الصحيفه تدارك هذا الموضوع وكما ذكر الاخ شكيل فالايميل موجود لديكم
وتم التسجيل بطريقه نظاميه

كما اتمنى من الاخوه عدم العبث بالمعرفات ولكل شخص حرية الاختيار في الاسم والرد

تحياتي

ابو ملاك

ابدعت استاذ صالح في طرح موضوع الاستمتاع بالاجازه بعد عناء موسم
من الكفاح وحان وقت الراحه والاستجمام ولكنني اختلف بانه لابد من
الجدوله والبرمجه فبدونهما لا تستطيع السفر جوا او حجز فنادق لانك
حتما ستعاني بدون جدوله
وتحياتي وتقديري

وليف الروح

استاذ صالح احمد المربي الفاضل
لقد تطرقت لموضوع في غاية الروعة وفي وقت مناسب ونحن مقبلين على شهر فضيل وخير كثير ان شاء الله ولكن من يهمل في هذا الوقت فيما لا فائدة فيه لذا يجب علينا ان التوجيه والإرشاد فعجلة الحياة تسير ونحن لهين في أمور الدنيا
ومن هذا المنبر أوجه رسالة لاولياء الأمور عليهم متابعة أبنائهم
وكل عام وأنتم بخير

أبو أنس

شكراً أستاذ صالح على المقال الجميل والنصائح النافعة
ذكرتني بشعار مركز وقت اللياقة الذي يقول (دائماً لديك وقت)
وهو شعار واقعي فالوقت موجود ولكن العلة في استغلاله الاستغلال الأمثل
حينما نطالع سير السابقين نجد التاريخ يسجل لهم نجازات عظمية ثم نفاجأ بآن بعضهم لم يعمر سوى ٤٥ سنة كالإمام النووي ومع ذلك كان من أهم علماء الفقه والحديث في عصره ويكفي أنه شارح صحيح مسلم الذي ملأت شهرته الآفاق ونفس الشي حينما نشاهد كتب شيخ الإسلام ابنتيمية وتلميذه ابن القيم وقد ألفا مئات الكتب بينما تجد آخرين مروا على الدنيا وعمروا فيها كثيراً ولم يتركوز أثراً.
فالوقت متوفر وموجود ولكن الفرق في استغلاله وترتيب الأوليات كما ذكت في مقالك.
شكراً لك مرة أخرى

عبدالله أبو شعبة

نحن في بحر العشوائية ماضون !! ما لم نتدارك أنفسنا و نخطط لها ..
شكراً لك أستاذ صالح مقال في وقته و لكن ” ليت قومي يعلمون ” !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *