يسعى الناس عادةً إلى التغيير في حياتهم؛ وفقاً للمراحل التي يبلغونها، فكل مرحلةٍ تتطلب تغييراً معيناً يتناسب معها.
والملاحظ أنَّ هناك ثَمَّةَ عاملٍ مشترك بين كل الذين حاولوا تغيير حياتهم؛ لكنهم أخفقوا في تحقيق ذلك، وهو أنهم بذلوا مجهوداً كبيراً في سبيل تحقيق أهدافهم بصورة سريعة، لكنهم عندما أخفقوا؛ رجعوا إلى حالتهم الأولى، وقد أثقل كاهلهم اليأس وخيبة الأمل، وبالتالي غدتْ حياتهم على أحد هذه الأوجه:
– ينتابهم شعورٌ بعدم الرضا في أحد جوانب الحياة، ويقررون فعل شيء ما حيال ذلك.
– يواجهون هذا الشعور بخطة صارمة لإحداث التغيير.
– يتوقعون نتائج كبرى وسريعة، لكنهم يخفقون في توقعاتهم.
– يشعرون بوهن العزيمة، ويصابون باليأس؛ فيقلعون عن المحاولة بعد شعورهم بالاستياء من النتائج، وهكذا تستمر دورة التدمير.
فعلى سبيل المثال، الكثير من الناس يشرعون مع مطلع كل عام في اتّباع نظام غذائي صارم من أجل الحصول على نتائج سريعة، ولكنهم سرعان ما يتركون الاستمرار فيه بعد فترة وجيزة.
فالتغييرات إذا كانت حادة وكبيرة من أجل تحقيق أهدافك في وقت قصير؛ لا تشفع لك نواياك الحسنة في بلوغ مرادك.
والطريق الذي يمكن أن تسلكه للوصول إلى وجهتك، هو إحداث بعض التغييرات البسيطة في سلوكك مع الالتزام والمثابرة على تطبيقها على المدى الطويل.
صحيح أن الخطوات الصغيرة قد تستغرق وقتاً طويلاً لتحسين موقفك، لكنها أفضل من انتظار مكاسب ضئيلة التَّحقُّق، فكل ما تحتاجه أن تبقى في التركيز على أهدافك طويلة الأجل مع المحافظة على توجُّهك العقلي الصائب في الالتزام بالتغييرات الصغيرة في سلوكك يومياً.
سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي