نعيش في عالمٍ سريع التغيير،ففي بعض الأحيان يبدو كأن كل يوم يجلب معه أزمةً جديدة؛ وهذا يجعلنا في حاجةٍ إلى تنمية الأدوات التي تساعدنا على أن نظل متحلين بالشجاعة والجسارة والحكمة والصبر في مواجهة الخطر الحقيقي والوهمي.
ولعلَّ هذه الأدوات تساهم بدورها في إعادة تهيئة عقولنا، ومن ثم تُعيّد تشكيل مسار حياتنا.
فالمسار الذي تتخذه حياتك يعتمد على ثلاث ركائز، وهي: كيفية إدارة التحديات التي تواجهك، وحماية مواطن ضعفك، وزيادة قدراتك.
وتكمن هذه الركائز في ثلاثة أماكن: عالمك، وجسمك، وعقلك.
ويمكن لنا أن ننمي هذه الركائز العقلية على مرحلتين:
الأولى: معرفة الموارد التي نريد أن ننميها، مثل الشعور بالامتنان، أو الحب، أو الثقة، أو تقدير الذات.
الثانية: تحويل تجاربنا العابرة إلى تغيير مستدام.
وبدون المرور بهاتين المرحلتين لن نجني ثمار التعافي والنمو والتعلُّم.
فهذه الموارد الذهنية تمنح صاحبها المرونة، والقدرة الكافية على التعامل مع الشدائد، وتجاوز التحديات التي تواجهنا في رحلتنا نحو بلوغ غاياتنا.
إن تنمية هذه الموارد الذهنية تأتي متوافقة مع الاحتياجات الإنسانية الأساسية: الشعور بالأمان، والرضا، والتواصل.
فالإنسان الواعي يلبي احتياجاته تلك عبر أربع سُبل:
الأولى: إدراك ما هو حقيقي من خلال: التعاطف، والوعي التام، والتعلم.
الثانية: تعزيز قدرات أنفسنا مثل: قوة العزيمة، والامتنان، والثقة.
الثالثة: الوعي بالأفكار والمشاعر.
الرابعة: الترابط مع الناس عبر تحليه بالشجاعة، وتحفيزهم، وإكرامهم.
فعندما تتنامى بداخلك هذه القوى؛ تصبح أكثر ابتهاجاً لمصافحة الحياة، وبقدرٍ أقل من القلق والتوتر والاستياء، حتى عندما تصفعك الحياة، وتعصف بك أمواجها؛ ستواجهها بمزيدٍ من التسليم والرضا بقضاء الله وقدره.
سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي